يشتكي بعض المرضى في كثير من الأحيان من الألم المتوضع في الربع السفلي الأيسر للبطن، هذا الألم الذي يشتد عند التغوط أو عندما يتعرض المريض للارتجاج، كما هو الحال أثناء ركوب المركبات. ومن الشائع نسبيًّا تغوط براز لين مع بعض المخاط بشكل دوري أثناء الهجمات، ويكون المريض في كثير من الأحيان بديناً، وقد يتجاوز الستين من العمر، وتكون القصة سلسلة من الاشتدادات والهوادات، وتستمر الاشتدادات عدة أيام إلى أكثر من أسبوع، وتستمر الهوادات أشهراً إلى سنوات أحياناً، هذا ملخص لأعراض ما يُسمَّى بالتهاب الرتوج الكولونية، الذي في كثير من الأحيان يُلقى باللوم على ما يسمَّى الكولون العصبي، غافلين عن هذا المرض.
ويقول د. طلال أحمد (إخصائي الجراحة العامة بمستشفى الحمادي بالرياض): إن الرتوج الكولونية هي عبارة عن فتوق في مخاطية الكولون عند أماكن دخول الأوعية الدموية إلى الكولونية، تنجم عن ارتفاع الضغط المستمر داخل الكولون نتيجة الإمساك المزمن، ونتيجة خلو الأكل من الألياف الطبيعية، وهذا يجعل المرض نادراً في الأوساط التي تعتمد على الأكل الغني بالألياف؛ كشعوب آسيا وأفريقيا.
وهذه الحالة الكولونية -كما يقول د. طلال أحمد- لها مشاكل عديدة؛ أولها: حدوث نزف في الرتج الكولوني، وهي حالة تستدعي الجراحة الإسعافية. المشكلة الثانية المحتملة هي حدوث التهاب حاد في الرتج، وهذا يستدعي دخول المستشفى للعلاج بالمضادات الحيوية والراحة التامة، مع احتمال تطور الحالة لخراج حول الكولون.
والمشكلة الثالثة التي من الممكن أن تنجم عن تكرار حدوث التهاب الرتوج الكولونية هي حدوث التضيق والانسداد في الكولون، وبالطبع هذا يستدعي الجراحة لاستئصال المنطقة المتضيقة.
ويختم د. طلال أحمد حديثه قائلاً: وهذا المرض الكولوني يمكن أن ينغص على المريض حياته، ومن الممكن الوقاية من حدوثه باتباع نظام غذائي سليم، والمتمثل في جعل طبق السلطة على طاولة الطعام طبقاً أساسيًّا لا يمكن الاستغناء عنه، واعتماد خبز البر الغني بالألياف بديلاً عن الخبز الأبيض، والإكثار من الفاكهة الطبيعية والسوائل.
|