في يوم الأربعاء الموافق 15 من ذي القعدة فقدت الساحة التعليمية في بريدة أحد أبنائها البررة، انه استاذنا واستاذ الأجيال الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله العجاجي - رحمه الله رحمة واسعة-، حقا انه استاذ الجيل، فلقد تخرجت على يديه افواج من الطلبة حينما كان استاذا في المعهد العلمي ببريدة وحينما انتقل الى وزارة المعارف ممضيا في الخدمة ثمانية وثلاثين عاما لم يكل ولم يمل من مواصلة رسالته التعليمية، لقد كان رحمه الله هشوشا بشوشا مع طلبته محبا لهم حريصا على مصلحتهم وعلى التواصل معهم كثير السؤال عن أحوالهم، كان رقيق المشاعر طيب القلب لا يحمل حسدا ولا حقدا على أحد، فكان يحبه الجميع ويأنس به عرفانا بفضله وخلقه، كان رحمه الله لديه ميزة قل ان تجدها في غيره، وهي انه كان كثير الزيارات للمرضى حتى وان كان لا يعرفهم كثير التشييع للجنائز فهو محب للخير يسعى اليه بكل وسيلة، ورعا في تعامله مع الآخرين، عفيف النفس نظيف القلب واللسان، لقد كان محبوبا من تلاميذه وإننا لا ننسى صوته المجلجل وهو يدرسنا شرح ابن عقيل في الثمانينيات في تلك الصالات بالمعهد العلمي.
لقد ترك اثراً من العلم لا ينضب ان شاء الله في عقول تلك الأجيال التي تعلمت على يديه.. نرجو الله ألا يحرمه أجر من علم مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث.. ومنها علم يُنفع به».
ولا أدل على محبة الناس له إلا تلك الجموع الحاشدة التي شيعته من طلابه ومحبيه فرحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته وخلفه الله في ذريته.
{إنَّا لٌلَّهٌ وّإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}
|