*نجران - صالح آل ذيبة:
صدرت الموافقة السامية الكريمة باعتماد مشروع جلب المياه من الربع الخالي لمنطقة نجران وذلك بتكلفة 200 مليون ريال في ميزانية العام المالي الحالي 1425/1424هـ وبمناسبة اعتماد هذا المشروع الحيوي الكبير رفع صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وإلى سمو ولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وإلى سمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز وإلى سمو وزير الداخية الأمير نايف بن عبدالعزيز باسمه وباسم أهالي منطقة نجران عظيم الشكر والعرفان لاعتماد هذا المشروع الهام الذي سيعود على أهالي المنطقة بالخير والنفع وسيوفر مصدراً مائياً آمناً لمياه الشرب ويصبح هذا المشروع العملاق لجلب مياه الشرب من الربع الخالي حقيقة ينعم بها المواطن وبتكاليف أقل من جلب المياه المحلاة من البحر وهذا يؤكد حرص القيادة الرشيدة لبذل كل ما في وسعها لإسعاد المواطن في كافة أرجاء بلادنا الغالية. والجدير بالإشارة أن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران عندما باشر مهام مقاليد إمارة المنطقة قبل حوالي ثمان سنوات اتضح لسموه ما تعانيه منطقة نجران من قلة مخزون المياه ونضوب الآبار فوجه فوراً بإعداد الدراسات العاجلة عن مشاكل المياه وقد اتضح أن حوالي 60% من السكان يعملون بالزراعة ويعتمدون اعتماداً كلياً في ري مزارعهم علىآبار تقع على ضفتي وادي نجران الذي يعتبر المصدر الأساسي والوحيد للمياه. ونتيجة للتوسع الزراعي والزيادة الكبيرة في عدد السكان والقطاعات الأخرى التي تحتاج إلى استهلاك كميات إضافيةمن المياه فإن التوسع في كل ذلك أدى إلى ظهور العجز الواضح وبشكل متزايد يحول دون إمكانية توفير تلك الكميات الهائلة من المياه التي تستنزف منه يومياً وينعكس سلبياً على القطاع الزراعي الذي تقدر المساحة المستغلة للإنتاج الزراعي بوادي نجران بحوالي (20.000) هكتار تشتمل على ما يقارب أربعة آلاف قطعة زراعية في المخططات الزراعية كما أوضحت الدراسات أن معدل الضخ لجميع آبار وادي نجران يساوي (295) مليون متر مكعب سنوي والمياه العائدة إلى الخزن بحوض الوادي تساوي (59) مليون متر مكعب سنوي وبلغت التغذية في السنة الواحدة لوادي نجران حوالي (98) مليون متر مكعب ومجموع المياه العائدة ومعدل التغذية السنوية (157) مليون متر مكعب والمياه المستنزفة في السنة تساوي (138) مليون متر مكعب ومن هنا نشأت الفكرة لدى سمو أمير منطقة نجران وتبادر إلى سموه فكرتان لإيجاد الحل الأمثل والمناسب , والأولى كانت الرفع لولاة الأمر بطلب اعتماد مشروع لجلب المياه من الربع الخالي للمنطقة أو جلب مياه الشرب عن طريق تحلية المياه في جازان وقبل ذلك الخطوة طلب سمو أمير نجران بسرعة حفر آبار اختبارية في الربع الخالي للتأكد من جدوى طلب هذا المشروع وقد تم حفر آبار اختبارية وثبت نجاح الفكرة وتبلور التصور عن ايجاد مصدر آمن لمياه الشرب لمنطقة نجران في الربع الخالي شرق مدينة نجران بحوالي (200) كم في الوجيد حيث تم الحصول على ما كان يفكر فيه سمو أمير منطقة نجران حيث تأكد لسموه من خلال الاختبارات والدراسات من قبل المختصين بأن هذا الموقع سيكون بإذن الله المصدر المطمئن الذي منه تستطيع مدينة نجران الحصول على كميات كافية في المياه وإثبات جدوى استغلال ذلك المصدر كمشروع مستقبلي للمياه للمدينة وقد تم الرفع لمقام سمو وزير الداخلية لطلب رفع الموضوع لمقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تعالى للتوجيه بما يراه النظر الكريم حيال اعتماد المشروع الذي أيد سمو وزير الداخلية فكرة المشروع وتم رفعه لمقام خادم الحرمين الشريفين الذي وجه حفظه الله معالي وزير المالية باعتماد المشروع وإعطائه أولوية نظراً لأهمية المشروع الذي يشمل حفر الآبار وتمديد خطوط النقل ومحطات ضخ المياه. كما يشار إلى أن سمو أمير منطقة نجران قد قام بزيارة لمعالي وزير المياه والكهرباء الدكتور غازي القصيبي عند مباشرة معاليه لمهام عمله وزيراً للمياه والكهرباء لمناقشة الموضوع وإيضاح أهميته ولمتابعة ما تم حول اعتماد المشروع. وتنفيذاً للأمر السامي الكريم فقد وصل لمنطقة نجران فريق فني من وزارة المياه ووقف على موقع حفر الآبار الواقع شرق نجران (النقيحاء) على بعد حوالي 150 كم وبمساحة 20كم + 15كم والذي سبق أن حفرت فيه الآبار الاختبارية لمشروع وتحديد موقع خزان تجميع المياه شرق نجران على طريق شرورة وتحديد موقع تنقية المياه أيضاً.
|