*استطلاع - عبدالرحمن إدريس:
شهدت شواطئ البحر في جدة حتى نهاية يوم أمس الأول حضوراً كبيراً للاحتفالية السياحية في وداع الساعات الأخيرة وحتى آخر قطرة.. مرتادو الكورنيش في نهاية الأسبوع كانوا من الزوار القادمين إلى حيث المتعة والترفيه من المناطق الأقرب إلى جدة وبينهم الذين انتهوا من أداء مناسك الحج واختاروا السواحل للاستمتاع بالأجواء الجميلة. وساهمت هذه الأعداد والمتوافدة في تغيير التوقعات بهدوء الكورنيش في الليلة الأخيرة.
وكانت جدة في موسم الإجازة النصفية للمدارس المتزامنة مع عيد الأضحى وجهة سياحية للزوار من جميع المناطق خاصة وإنها عاشت ظروفاً طقسية نادرة بين البرودة المعتدلة والإمكانات المتوفرة من المرافق الترفيهية والمتنزهات ومنشآت الملاهي للأطفال.
مع هذا التميز في كثافة القادمين كان البريق السياحي أضواءً حركية بكل الألوان في اتجاه البحر.
انخفاض درجة الحرارة يوم الجمعة كان مع هذه المدينة حلماً متواصلاً يزيد من المغريات في أجواء غامرة بالمتعة وهي تعطي الإحساس انتعاش الاستمرار بنبض التفاعل مع جماليات الزمان والمكان..
(جدة غير) مقولة الثقة بمكانتها الأخيرة واختيارها محطة الأفضل في الخارطة السياحية كان هذه المرة قريباً من واقع التطلعات فهي بمرافقها الخدماتية والترفيهية بشكل خاص استفادت من التجارب الموسمية لتكون مختلفة ومتجاوبة مع احتياجات قاصديها في الإجازات وساهمت حالة الجو في إظهار مفاتن المدينة العروس بإضفاء النكهة الأجمل في كل أشيائها لتكون لوحة إبداع متناسقة التفاصيل.
ولأنها العلاقة بالماء فمن الطبيعي تركيز النظر نحو الشواطئ حيث الازدحام المتواصل ليل نهار..
ملاحظات تستحق
التوقف عندها:
(الجزيرة) في هذا الاستطلاع رصدت انطباعات المتنزهين وآراءهم وكان الإجماع بأنها (جدة غير) وفي هذا الموسم جدة أجمل وأحلى.
ولم يكن يمنع من إبداء الملاحظات فهي التي يؤكد المشاركون ضرورة البوح بها خدمة لأهداف السياحة الوطنية وإمكان تلافي جوانب التقصير أو المنغصات التي تعكر صفو المثالية.
بداية يقول محمد حمود المطيرفي إنه قدم من الرياض في هذه الإجازة وكان الشاطئ يأخذ أغلب وقته. ومن ملاحظاته فوضوية التعامل مع المتنزهين من قبل أصحاب دبابات الأطفال ومؤجريها وكذلك الخيول الصغيرة والكبيرة والجمال؛ لأنهم بكثرة عددية لا تتيح الهدوء للعائلات التي تختار مواقع جلوسها على البحر مباشرة وفوق رمال الشواطئ، وتجدهم يحيطون بالقادمين مباشرة لعرض خدماتهم العشوائية من دون ضوابط في الأسعار أو غير ذلك، وبالتالي فانهم مصدر إزعاج خاصة إذا لاحظت أن المساحات الرملية المتاحة في الكورنيش الشمالي بالذات قليلة ومزدحمة جداً بالعائلات وأطفالهم.
عبدالله ماجد يشير إلى نفس المشكلة فيقول إن هذه الأماكن الرملية على الشاطئ تحتاج إلى منع سباق الدبابات والخيول في مساحاتها المحدودة لما تشكله من خطورة سواء من المستعملين وهم أطفال ومراهقون أو مرورهم أثناء دوراتهم حول الجالسين والصغار في المراجيح والألعاب التي وفرتها البلدية في هذه الأماكن..
ويضيف بأن الكثيرين من قاصدي هذه الأجزاء ينشدون الهدوء والراحة ويهربون من أماكن الضوضاء، كما أنهم لا يحتاجون غالباً لمثل هذه الخدمات التي وكأنها تفرض عليهم بإلحاح أقرب للتسول من العمالة التي تؤجرها ويتحول الهدوء كما حدث إلى قلق؛ فاغراءاتها للأبناء لا تقاوم وكذلك مخاطرها المحتملة.
(جدة غير)عالمياً
يوسف العنزي تحدث عن الاهتمام بالخدمات في الكورنيش والذي وصفه بالتحفة الجمالية المبهرة خاصة في شوارع البحر بأرصفتها وإنارتها والأشكال الفنية. وبالإضافة إلى ذلك كان هناك التواجد الأمني لخدمة المتنزهين وتوفير أسباب طمأنينتهم بما استطاع الوصول إلى تقدير وارتياح الجميع؛ فلم تكن هناك مخالفات مرورية أو مفحطون ومتهورو قيادة السيارات. وهذا ما يستحق الإشادة به والتعريف بدور رجال الأمن. وكان وجودهم يمنع المعاكسات للعوائل سواء في الشواطئ أو أماكن النزهة والترفيه من الحدائق و الملاهي.
ويقول يوسف إن مدينة جدة وصلت إلى المستوى العالمي من حيث الخدمات السياحية المتوفرة وان كان هذا لا يعني الكمال لأن تطلعات المسؤولين أكبر وتتواصل بدعم هذا الجانب دائماً. ولكن استغلال مواسم الإجازات لرفع الأسعار هو ما يحتاج لإعادة نظر. والأمثلة على ذلك تبدأ من الشقق المفروشة والشاليهات، ولا يعقل ان تتضاعف إيجاراتها ثلاثة أو أربعة أضعاف مقارنة بالأيام العادية بل والعكس صحيح إذا أخذ في الاعتبار كيفية استثمارية للأغراض السياحية. فالمواسم متكررة والسكن للزوار غرض أساسي أي سلعة رائجة ومطلوبة دائما. وإذا استمرت المغالاة في قيمة الإيجارات فهذا لن يخدم تشجيع السياحة وقد يؤثر سلباً باختيار بدائل أو محطات سياحية أخرى. ويجب ألا يترك الحبل على الغارب في هذه الناحية..
نجومية الفندقة محدودة
قبلان أحمد يشارك بعدد من الملاحظات فيقول إن الطقس المعتدل في هذه الإجازة كان مناسباً لقضاء الإجازة في محافظة جدة وإلى جوار البحر. وكان رأيه في المبالغة السعرية للشقق المفروشة مدعاة لتدخل الجهات المسؤولة لتحديد أسعار موسمية معقولة ومناسبة بعيدة عن الجشع الذي يصاحب المواسم. ويقول أيضاً إن تفكير أصحاب هذه الخدمة مطالبون بدور وطني لخدمة سياحة الداخل. فقد كانت هذه الإجازة علامة فارقة في تأكيد الرغبة من قبل جميع المواطنين لقضاء عطلهم داخل وطنهم.. إضافة إلى ذلك فإن رفع ومضاعفة الأسعار لخدمات الترفيه أضعافاً مضاعفة هو غير معقول في جدة أو غيرها. وربما يقال بأنه موسم وكذلك يحصل في مدن السياحة.. وللإجابة أقول لهم: إذاً أعطني المقابل طالما أنا أدفع!! ولكن ان ترضى بشقة متواضعة لأنك لم تجد غيرها بإيجار مماثل لخمسة نجوم في الخدمة الفندقية فهذا هو الغريب والمرفوض. وان كان هو الذي يحدث فعلاً وكذلك في الملاهي الترفيهية بكل ما فيها من ألعاب كهربائية قديمة بأفكارها وأهدافها الخاصة بمتعة الأطفال وغيرهم أو أماكن الجلوس والمطاعم، فهي عملية جشع ومغالاة تحت شعار الموسم السياحي.
يستمر الحديث عن (جدة غير) في موسم آخر وإجازة غادرتها حرارة الجو والرطوبة المرتفعة مؤقتاً..
الكثيرون كانوا في أحاديثهم معجبين بما توفر من خدمات ترفيهية وتطوير للشواطئ البحرية بشكل لافت مع عقد العزم للعودة في إجازات أخرى.. والكثيرون أيضاً يتساءلون عن المبالغة في إيجارات الشقق المفروشة وعدم تصنيفها كمستويات سعرية مشروطة بمستوى نجوميتها وخدماتها ووسائل الراحة بها.
وآخرون بموافقة وجود الدبابات البرية والبحرية للأطفال والكبار ولكن ملاحظاتهم بتنظيم وتحديد أماكن لها بعيداً عن الإزعاج.
وتبدي مجموعة أخرى من زوار جدة الملاحظات حول أماكن النزهة على الأرصفة والشواطئ والحدائق وخاصة بتجارة التسول ووجود عمالة من صغار وكبار ونساء وافدات يمارسنها بكل الطرق وبكثرة مزعجة في ملاحقة المتنزهين.
ومن ذلك مبيعات الألعاب النارية وأدوات الزينة النسائية والعطور.
وعلى الرغم من كل ذلك كان الارتياح سمة مشتركة بين الجميع بعد أيام من متعة الترفيه في هذا الطقس الجميل.وفي الواجهات الأخرى غير البحرية كانت المراكز التجارية بجدة تنشط بالحركة بعد هدوء الحج وكانت مجالاً للمتسوقين من زوار جدة ولكنها بالتفكير الموسمي تحاول هذه الأيام التنازل عن المغالاة في رفع الأسعار وسط تنافس لكثرة عدد هذه المراكز والمجمعات التجارية ولاكتساب سمعة بوجود تخفيضات وهدايا وغيرها من وسائل الجذب للاستفادة من الموسم قبل فوات الأوان.
جانب موسمي آخر كان الإقبال على المكتبات ومحلات القرطاسية بازدحام كبير استعداداً للمرحلة الدراسية النصفية الجديدة.
|