* خاص - مكتب جدة:
كشف الكاتب والباحث طه محمد كسبه، في أحدث كتبه التي أصدرها مؤخراً، زيف الادعاء الغربي بصراع الحضارات، داعيا في ذات الوقت إلى أن الإسلام ومنذ أول أيامه دعا إلى الحوار، والجدال بالحسنى، مشيرا إلى ان الشخصية الإسلامية هي المستهدفة من جراء الترويج لمقولات صراع الحضارات أو صدام الحضارات، وذلك في كتابه المعنون (الغرب وكتابة التاريخ بدم الآخر) والذي صدر في القاهرة مؤخراً.
حيث ناقش من خلاله جملة من المقولات التي روج لها المحور الداعي إلى صدام الحضارات، وعرابي العولمة العسكرية، حول نهاية التاريخ، وصراع الحضارات الذي سوف ينشأ بين الحضارات الغربية والحضارات الإسلامية، باعتبار حالة التجاذب التي يعيشها العالم، وواقع الاستقطاب من جانب القوى الغربية التي تتحكم في مقدرات عالم اليوم الذي سادته مفاهيم العولمة والهيمنة.
والكتاب يحتوي على بابين وعدد من الفصول التي تفند الادعاء بوجود بذرة الصراع بين الحضارات الإنسانية، حيث يخصص جانباً من الكتاب للحديث عن الشخصية الإسلامية باعتبارها المستهدفة من الترويج لفكرة الصدام، والتمهيد للصراع الحقيقي، وإبراز مقوماتها وانها هي المستهدفة، ويضع الكاتب عددا من الأسس والقيم التي تؤسس للحوار والجدال بين الحضارات والثقافات وطرح الأصول التاريخية لفكرة الصراع التي تسيطر على كتاب الغرب، وثقافة الكراهية التي يشيعها عدد من الكتاب الغربيين المرتبطين بمصالح خاصة مع دوائر الصهيونية العالمية، والذين يكلفون السياسة الأمريكية فوق ما تطيق. وذلك بهدف التبرير لأقطاب اليمين الأمريكي سياساتهم العدائية تجاه الشرق العربي والإسلامي.
ويستعرض الكتاب في أكثر من عنوان داخلي الشخصية الإسلامية في مواجهة صراع الحضارات، تكامل الحضارات بين الحوار الإسلامي والصراع الغربي، وهل أنصف الغرب الإسلام؟، ثم من يخيف من، والنظام العالمي الجديد وضرورات التحاور الحضاري، صدام الحضارات وخطر تذويب الهوية في الآخر، ثم ثقافة الكراهية، ويستعرض الباب الثاني عددا من الأفكار التي طرحها قادة الفكر الغربي من الأمريكيين والانجليز مثال نعوم تشومسكي الكاتب المنشق، وبول فندلي، فرانسيس فوكوياما، وتوماس فريدمان، وزيجنيو بريزينسكي وصامويل هانتنجتون، الفريد هاليداي، وأخيراً مهاتير محمد كنموذج للحوار الإسلامي المنشود.
والكتاب في مجمله، يستعرض في أسلوب شيق وسلس، واحدة من القضايا المعاصرة التي تواجه مجمل الإنسان المسلم وهو يواجه الاستهداف في أبشع صوره، سواء على المستوى الاقتصادي أو السياسي أو الثقافي أو حتى الإنساني، وكما سبق ان قال، ان الإنسان المسلم، يعيش في بؤرة اهتمام الغرب، وبشكل غير مسبوق، وهذا الاهتمام، يسعى إلى استبدال الإنسان المسلم، بشخص آخر تكون شخصيته غير التي عاشها، ذو ثقافة مختلفة، ولسان مختلف، وعقل مختلف، تحت العديد من الشعارات التي يتاجر بها الغرب، وتحت عناوين براقة كالاصلاح والديموقراطية والحرية، وفرض قيم العولمة على الشعوب والأوطان المسلمة.
ويخلص الكاتب في كتابه الذي احتوى على ما يناهز المائتي صفحة إلى ان النخبة العربية والإسلامية مسؤولة عن حالة التردي التي وصل إليها حال العرب والمسلمين، وكأنهم لم يمروا في حياة شعوبهم، وبدلا من ان يكونوا عونا لشعوبهم وأوطانهم، كانوا عونا عليها لصالح الأجنبي الغربي، والكتاب على هذا النحو محاولة لفضح المخطط الذي يتم تنفيذه بكل دقة لصالح الصهيونية العالمية، وهو المخطط الذي يعيد رسم خريطة العالم العربي والإسلامي، وكتابة تاريخه من جديد، بصياغة غربية، وأسلوب غير إسلامي، لكن ليس بحبر مثل أحبار الكتابة، فالغرب يسعى إلى كتابة التاريخ الجديد - بعدما قال فوكوياما بنهاية التاريخ- بدم الآخر الذي هو نحن.
وتساءل الكاتب في النهاية، هل ينجح الغرب في مسعاه، فهو يأمل ألا ينجح، ويتمنى ان يفيق العرب والمسلمون ليدركوا أي مصير سيئ ينتظرهم ان لم يواجهوا، فالتاريخ لن يرحم الكسالى والمتخاذلين، كما ان الاعداء لن يكونوا رحماء.
عناوين أخرى يمكن الاستفادة منها:
** الادعاء بصدام الحضارات مقدمة لسياسات عدوانية ضد العرب والمسلمين.
** مخاطر التذويب تتهدد الشخصية الإسلامية.
** تفكيك الشخصية الإسلامية.. هدف الادعاء بصراع الحضارات..
** تهافت الادعاء بخرافة صراع الحضارات..
** الحوار مطلب إسلامي أصيل في مواجهة المخالفين والاعداء.
** صراع الحضارات.. خرافة يروج لها الغرب كمحاولة لتغيير العالم بالقوة..
**صدام الحضارات.. مقولة بالية تجاوزتها ثقافة العصر.
** الادعاء بصدام الحضارات.. يستهدف الشخصية الإسلامية.
|