قبل إسدال الستار على ليالي مهرجان الدوحة الخامس للأغنية بيوم واحد فقط وصل مطرب العرب محمد عبده إلى الدوحة مع الفنان العراقي كاظم الساهر، وكان من مفاجآت المهرجان الحقيقية أن يوجد الفنانان محمد عبده وكاظم الساهر في حفلة واحدة، ومن الصدف التي لا تحدث إلا نادرا أن يصلا معا ويدخلان الفندق في توقيت واحد، هذا ما حدث الخميس الماضي عندما وصلا معا، الأول كان قادما من دبي، وكاظم الساهر كان قادما من بيروت، وبحكم ازدحام مطار الدوحة لتزامن وصول طائرات الحجاج وصل الفنانان الكبيران في توقيت واحد، وكان الاستقبال واحدا، والطريف في مشهد الاستقبال حين تزاحم الجمهور على الفنانين كل له معجبوه، فما أن قام محمد عبده بكتابة كلمة في السجل الخاص بذكرى حتى تدفق حوله جمهوره، فيما بقي كاظم وحوله جمهوره، ونفس الأمر حدث أيضا مع كاظم حين تجول في معرض الصور الخاص، كان حوله العشرات من المعجبين الذين زاحموه على مشاهدة المعرض، لأن الكل يريد التصوير معه.
وجاءت ليلة الختام أو يمكن أن نسميها (الليلة الكبيرة).
وفي الليلة الكبيرة نشاهد كلا من القطبين الكبيرين، ويدافع كل منهما عن محبوبته، فإذا كان كاظم الساهر معجبا بجراءة وجمال حافية القدمين، ففنان العرب يطلق وصف المذهلة على حبيبته، ويشرح لنا لماذا هي مذهلة في ملحمة موسيقية تناغمت مع أحلى الكلمات، ويواصل كل من القطبين في الليلة الكبيرة بتقديم باقات غنائية أشبه ببطاقات المعايدة لكل حبيبين، أعتقد أن هذا الحفل سيكون تاريخيا في جمع قطبي الأغنية العربية في حفل واحد، وهذا يحدث لأول مرة في المهرجانات العربية بعد ليلة جمعت أم كلثوم وعبد الوهاب، وعلى مر الأجيال لم يجتمع الكبار في حفل واحد، ولكن درة المهرجانات العربية جمعتهما معا، وهناك أيضا (مناقشات) فنية بأن يتعاون قطبا الأغنية في عمل مشترك سواء في التلحين أو الغناء معا، وهو أمر وارد جدا لأن من يعرفهما عن قرب يدرك أن كلا منهما مغرم بالآخر، فحين التقيت فنان العرب أبدى إعجابه الشديد بألحان الساهر، وأيضا جميع ما يقدمه من فن راقٍ، الامرنفسه حين سئل الساهر عن محمد عبده قال: إنه فنان أكبر من أن نقيم أعماله، أما مسألة الألقاب فقال الساهر عنها، هو فنان العرب بلا شك ولا أحد ينافسه على هذا اللقب، لكل هذه الأسباب وغيرها الكثير أطلقت عليها الليلة الكبيرة لأنها بالفعل كبيرة بعطاء فني يتدفق من محبوب حافية القدمين المذهلة.
وصول القيصر وفنان العرب
وكان استقبال الفنان محمد عبده في الدوحة بأن اصطفت الفتيات الصغيرات بالورود وبترحيب كبير وحار في فندق شيراتون الدوحة بحضور عدد كبير من رجال اللجنة المنظمة والإعلاميين حبا منهم وتكريما له لكونه يحرص على المشاركة السنوية في المهرجان. وقد عبر الفنان الكبير عن سعادته بالمشاركة مجددا في مهرجان الدوحة الذي اعتبره من المهرجانات الغنائية الناجحة تنظيما وجمهوراً.
بعد تربعه على عرش اللقب مطرب الجزيرة وبات اليوم فنان العرب لكونه من عمالقة الغناء العربي، وهو يتربع بشموخ على عرش قمة الغناء في الوطن العربي، وهو زار الدوحة للمشاركة في ختام مهرجان الدوحة الخامس للأغنية لكونه الأهم والأبرز في التعامل مع الجمل اللحنية والنغمات الموسيقية بنغمة في حناياها تجعل الألحان متدفقة بعذوبة تمكنه من الوصول بسهولة إلى قلوب المعجبين .
|