تغص الرفوف وتمتلئ الخزانات بالكثير من الدراسات والاستبيانات التي يقوم بها العديد من الباحثين في كل مجال, وفي كل تخصص, إلا ان ما يلفت الانتباه ويثير الدهشة هو اختفاء هذه الأعمال وغياب هذه الجهود في ظلمة المخازن والأرفف.
وتتجاوز هذه الاشكالية حدودها لتأخذ هيئة العبث والجهد والهدر, حتى تصبح القيمة العلمية في أي دراسة او استبيان مجرد رؤية نظرية لا يمكن تطبيقها على ارض الواقع, ناهيك أننا ومنذ عهد بعيد ظللنا ننظر الى هذه الجهود الاستقصائية نظرة المشكك, ولا سيما الاستبيانات التي يقوم بها بعض الباحثين في مجالات عديدة, حتى اننا ادرجنا هذه الجهود وللأسف في خانة العبث والمجانية حتى أصبحت هذه المحاولات عاجزة عن تحديد متطلبات حياتنا وتفاعلنا مع الواقع, وما يتطلبه من نظرة واقعية تتجاوز الآنية الى المستقبل الذي ستخدمه مثل هذه الطروحات.
حقيقة القول ان هناك دراسات خيالية لا يمكن لها ان تطبق وهذه في الغالب تكون محصورة في بعض المشاريع المستقبلية, لكن الدراسات والاستبيانات المراد تفعيلها هي مالها علاقة بالواقع اليومي والحياتي للمجتمع.
من المهم ان تكون هناك دراسة تتولى استقصاء حالة هذه الدراسات والاستبيانات لعلها تقدم حلاً جديداً يسهم في خروج المفيد منها والنافع الى التطبيق والممارسة, بدلاً من طرحها التنظيري العام.
|