العلاقات تتدهور بسرعة بين يوغسلافيا والاتحاد السوفيتي - والذين تتبعوا التقارير الصحفية في الآونة الأخيرة لاحظوا اللهجة العنيفة التي تكلم بها الرئيس تيتو حين أنذر بأنه سوف يعلن كل ما توفر لديه من معلومات عن النشاطات الهدامة التي تقوم بها عناصر يوغسلافية تحظى بدعم من الاتحاد السوفييتي.
هذا الكلام يعني أن الرئيس تيتو في موقف القوي وأنه يعني بقوله هذا أن موسكو هي التي تقف وراء الأحداث الأخيرة في يوغسلافيا.
صحف الغرب تشير إلى تلك العلاقات المتدهورة بين بلغراد وموسكو بالقول إن روسيا تساند العناصر الناقمة على تيتو بقصد تحطيم زعامته وزحزحته عن قيادة الحزب الشيوعي.
صحيفة تاغسبلات الألمانية نشرت قبل أيام تقريرا عن الوضع في يوغسلافيا قالت فيه إنه قد توفرت لدى السلطات في بلغراد أدلة وبراهين على أن موسكو تقف بقوة وتدعم تلك الجماعات المتطرفة التي فجرت الصراع ضد تيتو وبين الجمهوريات التي تتكون منها يوغسلافيا.
صحيفة الأبزرفر البريطانية قالت في عددها الصادر يوم 13 الجاري أن الصدام بين السوفييت وتيتو قادم لا محالة. وكتب مراسل الصحيفة (لاجوس ليدرر) يقول إنه تكشفت أدلة جديدة على أن روسيا بتشجيعها العناصر المتطرفة ضد تيتو إنما تهدف إلى الإطاحة به وبزعامته.وفي الأسبوع الفائت تحدث تيتو فهدد بنشر الأدلة التي (تدين الذين يقفون وراء حوادث الشغب وتكشف حقيقتهم إلا إذا توقفت تلك التحريضات بسرعة وبشكل نهائي).
الأخبار الصحفية تشير إلى أن موسكو تشجع القوميين المتطرفين من شعب الكروات المتواجدين حاليا في بلدان أوروبا الغربية وكذلك تدعم الشيوعيين اليوغسلاف من رجال الكومنفورم الذين هربوا في وقت من الأوقات من بلادهم والتجأوا إلى الاتحاد السوفياتي. وفي يوغسلافيا اليوم تقارير تشير إلى أن هاتين المجموعتين قد اتفقتا على توحيد جهودهما من أجل الإطاحة بحكم الرئيس تيتو.ويبدو أن القادة اليوغسلاف مهتمون كثيرا بنشاط رجال الكومنفورم المقيمين حاليا في موسكو - وهم جماعة المنظمة الشيوعية السوفيتية لنشر الشيوعية الدولية في العالم ولما تدهورت العلاقات بين موسكو وبلغراد في العام 1948م اثر الخلاف الذي نشب بين تيتو وستالين.. التجأوا إلى موسكو، إلا أنهم بعد سقوط ستالين وعودة العلاقات بين البلدين إلى طبيعتها لم يعودوا إلى يوغسلافيا.. واحتفظت بهم موسكو تنفق عليهم وترعى شؤونهم. ويبدو أن الوقت قد حان الآن للإفادة منهم ضد الرئيس تيتو.
الأخبار الصحفية تقول إن موسكو كانت تحتفظ بهؤلاء في أماكن معينة ومحصورة نسبيا حتى تبعدهم عن النشاط الملحوظ. مراسل الأبزرفر يقول إن الاتحاد السوفياتي قد أبقى تلك العناصر على صلة مع أنصارهم من أعضاء الكومنفورم في يوغسلافيا. والملاحظ أن نشاطات تلك العناصر في موسكو قد جاءت في الوقت نفسه الذي ظهرت فيه المتاعب والقلاقل بين مختلف القوميات والقيادات الاقليمية في يوغسلافيا.
ويقول (لا جوس ليدرر) إن تلك الجماعات تقوم الآن في موسكو بنشاط كبير في طبع النشرات والكراسات في مهاجمة نظام الحكم في يوغسلافيا وتقوم السلطات السوفيتية في الوقت نفسه بتوزيع تلك ا لمنشورات على الضباط والجنود والطلاب والمثقفين وكذلك على المعاهد والكليات العسكرية والجماعات.. وفيها يخاطب المواطن السوفيتي بلهجة إخبارية قصد اطلاعه على (حالة الخراب والبلبلة السائدة في يوغسلافيا).
ويقال إن السلطات السوفيتية تدرب أولئك الرجال على أعمال التخريب والجاسوسية ليبدأوا نشاطهم في يوغسلافيا.
|