عاد قبل أيام الى المملكة ليقضي شطراً من اجازة الصيف الاستاذ صالح العبدالله المالك - ماجستير في علم الاجتماع - والذي يوشك على الانتهاء من دراسته للدكتوراه.
وقد كانت زيارة المالك لبلاده فرصة ليسجل للملحق انطباعه عن مباراة كأس أوروبا في كرة القدم والتي كانت بين فريق اجاكسي الهولندي وفريق بانو اليوناني.
يقول الاستاذ المالك بعد مشاهدته لهذه المباراة: كانت اسعار التذاكر بخمسة جنيهات او ثلاثة جنيهات او جنيه واحد حسب الدرجات ولحسن الحظ اشتريت تذكرة ثلاثة جنيهات بجنيهين من السوق السوداء بعد بدء المباراة, ولقد اخذني الحظ ان اجلس في المدرج المخصص لليونانيين الذي كنت اتمنى من الاعماق ان ينتصروا لان هذه هي المرة الاولى في تاريخهم - اعنى الاشتراك في البطولة النهائية - ورغم ان الفريق اليوناني بذل مجهوداً جباراً إلا ان دفاع الفريق الهولندي اعطوا حارسهم عهداً ان يحموه من كل تهديد وكان الهجوم الهولندي هو الاخر يقظا استطاع بسرعته الفائقة ان يربك الدفاع اليوناني ولو لا حسن حظ الحارس اليوناني واحكام توقيته للكرة لمني الفريق اليوناني بأكثر من هدفين.
بالنسبة للاستاد الرياضي الذي اقيمت عليه المباراة فهو غني عن الوصف إلا انه ينقصه ساعة تشير الى ما تبقى من الوقت كالذي توجد في الملاعب الأمريكية مثلاً, اما بالنسبة لفرقة الموسيقى فبعد المباراة لم توجد البتة, ولعل هذا لا يوجد بالنسبة لمباراة كرة القدم بعكس الحال في لعبة كرة القدم الامريكية, أما موسيقى الوقت المخصص للراحة بين الشوطين فهي لا تذكر بالمقارنة بالموسيقى الامريكية من ناحية عدد الفرقة وتنوع وتعدد الفرق ولم يوجد خلال المباراة مذيع يضفى على المباراة طابع الاهمية والتشويق او التعرف على اللاعبين وبالاختصار فإن رجال الاذاعة الانجليز لم يعطوالمباراة ما تستحقه من اهتمام وربما ان غياب فريق انجليزي عن الحلبة ولد عندهم بلادة الشعور حتى ان المدرجات لم تمتلئ كلية وكان البوليس الانجليزي شحيحا على الهولنديين الذين حاولوا اختراق الملعب بعد نهاية المباراة لحمل لاعبيهم على الاكتاف مع ابداء بعض الاهازيج او الاناشيد الوطنية واستطاع البوليس ان يحتجز الجمهور لما يقرب من نصف ساعة بعد انتهاء المباراة واخيراً عج الميدان بآلاف الهولنديين الذين بدأوا يرقصون طربا بانتصارهم الساحق والبعض الآخر بدأ يمثل ويصلي ويسجد شكراً لله.
جدير بالذكر هنا الاشارة الى ان عدد الهولنديين الذين حضروا المباراة يبلغ عشرين الفا وصلوا من هولندا لتشجيع فريقهم, وقد وصل من اليونان عشرة آلاف بالاضافة الى ألوف اليونانين المقيمين في لندن, ولقد لفت نظري مشجعو الفريق الهولندي باهازيجهم واغانيهم المنتظمة, اما الفريق اليوناني فقد اقتصر مشجعوه على اطلاق كلمات متقطعة بأصوات عالية حادة وكان رفعهم للأعلام الكبيرة الحجم سببا لاضطرار المتفرجين الى الوقوف في كثير من أوقات المباراة.
|