مع تهنئتي وإن كانت متأخرة للزملاء الصحفيين, متفرغين ومنتسبين. بصدور الموافقة على تأسيس هيئة للصحفيين السعوديين, ومع الشكر والتقدير للجهات المختصة التي استمعت واستجابت للدعوات والمطالبات المتتابعة لإنشاء هذه الهيئة.. التي كانت منذ سنوات عديدة مطلبا من مطالب الصحفيين والعاملين في المؤسسات الصحفية, لأهمية وجود. وما يعلقه عليها منسوبو الصحافة والاعلام من آمال وطموحات تطمئنهم على مستقبلهم, وحفظ حقوقهم, ورعاية مصالحهم, وتوثيق أعمالهم, وتدوين آثارهم, وتسجيل عطاءاتهم, وتكريم خدماتهم, وتقدير انجازاتهم في خدمة الدين, والمليك, والوط.
أقول مع التهنئة الحارة.. لقد تابعت كما تابع غيري من الصحفيين ومنسوبي الصحافة.. أغلب ما كتب وينشر عن الخطط والدراسات والبرامج التنفيذية لقيام تلك الهيئة منذ صدور الموافقة وإلى هذه اللحظة بكل فخر واعتزاز, وبكل تقدير واحترام للهيئة التأسيسية على ما بذلته من جهود مشكورة لتحقيق الحلم والأمل المنتظر. ولقد سعدت كثيراً حينما أُعلن عن أول موعد لانتخاب أعضاء أول مجلس لإدارة تلك الهيئة.. والذي للأسف الشديد تم تأجيله إلى وقت لاحق.. لأسباب تصادمية فيما أعتقد في المفاهيم والأبعاد التي يتطلع إليها كل عضو من الأعضاء المسجلين, والذين يحق لهم الترشيح والتصويت على اختيار المرشحين لعضوية مجلس الادارة. والتي على إثرها انسحب رؤساء التحرير المؤثرين, وأغلب أعضاء الهيئة التأسيسية, ولا شك إن دل هذا على شيء, فإنما يدل على محاولة إثبات المصداقية في حرية الترشيح, وحرية الحوار.. الذي يحقق الأهداف المرجوة من تلك الهيئة ومجلس ادارتها المنتظر, وما كان التأجيل إلا لمزيد من البحث والتشاور والتواصل, ومزيد الاجتماعات والمناقشات الحوارية التي لا نشك مطلقاً في سلامة أهدافها, وصدق نواياها
ولأنني من المهتمين جداً بهذا المشروع, والداعين إليه منذ أكثر من خمسة عشر عاماً. وفقاً لما طرحته في صحيفة (عكاظ) يوم 21408/7/7 ه فإنني أقول بحكم الخبرة والتجارب.. ومن منطلق المواقع الذي عايشته خلال عملي الرسمي بالصحافة.. أن الواجب يفرض علينا عدم التَّسَرُّع في ركوب الموجة الانتخابية. والقفز دفعة واحدة من السفح إلى القمة, لأن ذلك سيعرض المشروع للخطر, وسيعرض الهيئة للانهيار, وسيعجل بسقوطها, بعد ان حمدنا الله وصفقنا قرحاً وطرباً بصدور الموافقة على تأسيسها, ومن الأفضل لنا كصحفيين مهمومين نعمل بلا مرجعية, ومخدم بلا هوية, نحاسب على جميع أعمالنا وتصرفاتنا, ولا نجد من نحاسبه على إهمالنا فإنني أعتقد وأرى من الأصلح, والأفضل, والأسلم.. ألا نعطل تلك التجربة بالاختلاف والتشرذم والتحزب والتمزق, وأن نترك الأمور تسير وفق مجرياتها, ووفق منظورللجنة التأسيسية. التي رسمت, وخططت, وتابعت. ونفذت القواعد والأسس الأهم في عملية التأسيس الصعبة والشاقة جداً, وليس هناك مخاوف, ولا تضارب, ولا تضاد في المسؤوليات والواجبات التي ستترتب على أعضاء مجلس الادارة.. سواء كانوا من رؤساء التحرير, أو من المحررين. أو حتى من المراسلين ومديري المكاتب الاقليمية والفرعية. أو غيرهم من الاداريين الناجحين في المؤسسات الصحفية وغيرها, فالهم الأول هو أن تقوم تلك الهيئة.. والمطلب الأهم هو ألا تفشل بعد قيامها.. وهذا يتطلب في العضو المنتخب شروطاً ومواصفات لا تتوفر اليوم إلا من رؤساء التحرير, ومن في حكمهم, والقلة القليلة من الصحفيين العاملين المتفرغين في ميدان الصحافة والاعلام بصفة رسمية. ولهذا فإنني أطالب بالاتفاق, وعدم الاختلاف, وأطالب بعدم التسرع والتهافت على مسؤوليات ذات طابع خاص. لعضوية مجلس جديد.. لهيئة جديدة.
نريد أن نحميها, ونريد أن ندعمها, ونريد أن نشد من أزرها, ونريد أن نمدها بالقوة المستمرة من مراكز القوة الصحفية الفاعلة والمؤثرة.. ذات المردود المعنوي والمادي الكبير لهذا الجهاز الناشئي الصغير.
ولهذا.. وبصريح العبارة.. فإنني أطالب بضرورة عودة رؤساء التحرير إلى مواقعهم في الترشيح. وخاصة الأساتذة: تركي السديري - رئيس تحرير (الرياض), والأستاذ خالد المالك - رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة), والدكتور هاشم عبده هاشم - رئيس تحرير صحيفة (عكاظ).. كما أطالب عند الترشيح للآخرين استحضار واستذكار متطلبات العضوية من جميع الجوانب وخاصة منها العلاقات العامة التي تؤثر في دعم صندوق الهيئة وتمويلها بما يمكنها من تنفيذ برامجها.. وأن يتوقف التائهون في الأحلام خلف شهرة الجلوس على كرسي العضوية في مجلس الادارة. ومجلس ادارة يتم انتخابه بغير تلك الصورة, وهذه المواصفات سيكون وبلا شك مصيره الفشل. ثم الفشل الذريع
فيجب على الاخوة الزملاء المشتركين, والمسجلين ممن يحق لهم الترشيح والتصويت عدم التسرع الذي يولد العراقيل, ويخلق الخلافات بشأن الانتخابات وغيرها. وتشجيع الهيئة التأسيسية بالاستمرارية في عملها, وتنفيذ برامجها وفق ما تراه.. حتى يستقيم عود هذا الوليد الجديد, ويقوى على تحمل مسؤولياته, وأداء ما هو منتظر منه على أكمل وجه وبعد ذلك يحق ويجب على الجميع الالتزام بتطبيق النظم واللوائح الانتخابية بحذافيرها. وتشرع الأبواب للمنافسة الشريفة الحرة لاحتلال مقاعد هذا المجلس للجميع بدون تحفظ أو استثناء, ولكي نبني هذه الهيئة. على أسس وقواعد متينة وقوية. أتمنى من الهيئة التأسيسية الاستفادة من حكمة وخبرة رجل الصحافة الأول, والأب الروحي للصحافة والصحافيين.. صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز. الذي كان ولا يزال كما قلت قبل خمسة عشر عاماً في صحيفة (عكاظ) (هو الملجأ الوحيد بعدالله. أديب وصحفي. حيث كان هو شخصياً ولا زال يتولى بمفرده ولوحده القيام تطوعاً وكرماً من سموه بمسؤوليات ومهمات تلك الهيئة ويباشرها بنفسه. رغم مشاغله ومسؤولياته الكبيرة والكثيرة في امارة منطقة الرياض وغيرها). أقول :أتمنى على الإخوة الزملاء في الهيئة التأسيسية.. الأساتذة (تركي, وخالد, وهاشم) ترتيب زيارة خاصة لسموه الكريم.. وتقديم الشكر والامتنان لسموه على رعايته واهتمامه بالصحافة والصحافيين في الماضي, والحاضر, والمستقبل, واقناع سموه الكريم برئاسة هذه الهيئة الوليدة. حتى وإن كانت رئاسة فخرية. وبهذا يتحقق الحلم القديم, بقيام (هيئة للصحفيين) ناجحة وقادرة على تأدية رسالتها, والقيام بكافة مسؤولياتها.. بما يتفق والأهداف المرجوة من انشائها. وتذكروا أيها الزملاءجميعامتفرغين ومنتسبين, هواة ومراسلين, اداريين وفنيين, أن الخطوة الأولى من هذا الاتجاه صعبة جداً, وهامة جداً.. وإن لم تكن كل الطرق تؤدي إلى نقطة الارتكاز, وتصب في مصلحة هذه الهيئة. فلن تستطيع الصمود, ولن تستطيع البقاء, وستسقط في مهب الريح. عند أول عاصفة تجتاحها. وهذا (لا سمح الله) ما لا ترضونه ولا تريدون حدوثه في عالم الصحافة السعودية. التي تمر اليوم بأفضل المستويات, وتتمتع بأحدث الامكانيات, وتتميز بأفضل الكفاءات. في هذا العهد السعيد.
والله ولي التوفيق,,,,,
(*) الرياض - ص.ب: 2790/ الرمز: 11461 |