لقد قيل إن أعظم ثلاث قوى تقنية على الساحة الآن هي:
الحوسبة والاتصالات الوسائط المعلوماتية. ومن خلال صيغة ائتلافية بين تلك القوى التقنية الثلاث تحقق ما عُرف بالتقارب التقني convergence.
وهذا التقارب التقني يحقِّق عائداً يفوق 30 تريليون دولار سنوياً.
ومن أهم نتاج هذا التقارب التقني ما اصطلح على تسميته في أدبيات الانترنت والمعلوماتية ب «الكتاب الإلكتروني». ومما لا شك فيه ان للكتاب الإلكتروني مثله مثل غيره من الوسائل التقنية الحديثة إيجابيات وسلبيات، أو بمعنى أدق آثار مفيدة وآثار ضارة. كيف ولماذا؟!
أولا: المزاحمة، نحن الآن على وشك دخول زمن الهواتف التي بلا أسلاك ونشر الكتب التي بلا ورق والعقارات الإلكترونية والتسوق المنزلي والنقود الرقمية والبطاقات الذكية والمتاجر التي دون أرفف والمصارف التي بلا صرافين ومن ثم فلا عجب أن يزاحم الكتاب الإلكتروني الكتاب المطبوع.
ثانياً: المميزات، لقد ثبت في بداية الألفية الجديدة أن المحرِّك الاقتصادي Economic Engine للاقتصاد العالمي الجديد يُعد مكوّنا أساسياً في صناعات الإلفوميديا (الوسائط المعلوماتية) والتي أهمها: الاتصالات والحوسبة والالكترونيات الاستهلاكية. وغير خاف ما لهذه المكونات من ميزات وسمات بارزة، ومن ذلك الكتاب الالكتروني الذي يقرِّب المعلومة ويوسِّع نطاق البحث عنها ويوفر الجهود المبذولة في الحصول عليها، ويختصر المسافات في الوصول إليها، أضف الى ذلك سهولة الحفظ والاستخدام والإهداء والمراسلة. ومع ذلك تبقى للكتاب المطبوع خصائصه المميزة من التشويق واللذة العلمية في التصفح والتفحص والاطلاع على معلومات اخرى ذات علاقة ودقة التوثيق والببليوجرافيا الكاملة والتعرف على أسماء الكتب والمؤلفين.
ثالثاً، المستقبل، باستشراف المستقبل أرى أن متصفحي الكتاب الالكتروني في ظل ثورة الانترنت وانفجار المعلوماتية يكون عددهم بالملايين ويبقى قراء الكتاب المطبوع لا يتجاوزون الآلاف.
ولا يعني ذلك الاستقلالية والانفصال، بل يمكن الجمع بين قراءة الكتاب المطبوع وتصفّح الكتاب الالكتروني معاً.
ولذا فإني على قناعة تامة بأن الكتاب الالكتروني لن يستطيع إلغاء الكتاب المطبوع كلية في المستقبل.
ذلك لأن غالبية القراء التقليديين لن يتنازلوا بسهولة عن الكتاب المطبوع وخصوصاً الباحث التقليدي العادي الذي يفضّل قراءة الكتب والمراجع، مطبوعة، أكثر من تصفحّها عبر البرامج الحاسوبية أو الانترنت.
|