لم تأل المملكة جهداً في توفير كل ما فيه راحة ضيوف الرحمن وأمنهم، حيث دأبت منذ تأسيسها على بذل كل الجهود وتسخير كل الطاقات من أجل خدمة الحجيج. فقد عبدت الطرق وشقت الأنفاق وبنت آلاف الخيام الباهظة الثمن وأقامت المنشآت والمرافق الأخرى التي تعين الحجاج على تأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة، ولا زلنا كل عام نشهد المزيد والمزيد من هذه الخدمات والانجازات. لكن هناك بعض الظواهر التي تصدر من بعض الحجاج والتي تعيق عمل القائمين عن تأدية واجبهم والأعمال المناطة بهم، وكذا تعيق بل وتشل حركة السير في الشوارع والطرقات والتي هي أصلاً مزدحمة بكثرة الحافلات والسيارات،من ذلك ظاهرة الافتراش وأعني بها افتراش الأرصفة لكن تصل المسألة إلى النوم وسط الشوارع فهذا أمر يدعو إلى الغرابة، حتى أنك ترى أحياناً لا يفصل بين هؤلاء وعجلات السيارات إلا بضعة سنتيمترات. فمن المسؤول إن حصلت مشكلة لا سمح الله؟!.
ونحن لا ننكر أن وجود هذه الأعداد الضخمة من الحجيج وتكدسهم في أماكن محددة - على ما وفرته الدولة من خدمات وتسهيلات - قد تخلق مثل هذه الظواهر لكن في المقابل أيضاً لا نشك في قدرة الوزارة على العمل لازالة مثل هذه الظواهر أو الحد منها.
فنرجو من المسؤولين النظر في هذه المشكلة وجعلها في عين الاعتبار من أجل أن يكون هناك حج آمن خال من الظواهر والمشاكل التي تشوبه وتعمل على تشويه صورته وتعيق ضيوف الرحمن عن تأدية حجهم بكل يسر وسهولة وعلى أتم وجه.
|