مثلما تجمع الأفراح..
تجمع الأحزان..
والفارق بينهما خيط رفيع بهي رائع اسمه الصدق والوفاء.
وأصدقاء الفرح.. صادقون.
وأصدقاء الحزن.. صادقون.
ولكن من لديه الحاسة الالف الذي يعرف أو يرى بعينه الحاذقة ذلك الخيط الرفيع..؟!
لندعها لله..
ولنحسن الظن..
ولنقل: إن الجميع صادقون..
.. إنهم صادقون..
ملامحهم تحمل الحرف الحزين في معازف الأنين إلى القلوب..
وهكذا كان الجميع يا خالد العبدان في مأتمك..
تغير الجميع ملامح.. وأصواتاً.. وبقيت أنت وحدك.
المعزي..
والمعزى فيه..
بقيت النبيل.. النبيل.. الذي جمع الناس على محبته.. وأجمعوا أنه شفافية التعامل.. وروعة المحبة..
فلم نقرأ لك تصريحاً خاذلاً لاحد..
ولم تكتب حرفاً لتبيان عيوب أحد..
ولم تقل في حوار ما.. أنك الأجمل وغيرك الأسوأ..!!
نعم..
لقد عشت الفن بمعناه الانساني الحقيقي..
الفن.. الصدق..
الفن.. المحبة..
الفن.. الالفة..
الفن.. النسمة العابرة في حياة الطيور.. والفراشات.. وزرقة البحر.. وعذوبة الأنهار.. وصفاء المدى.. وإطلالة الشمس.. وكرم الغيوم..
وتألق الأرض في موسم العطاء.
أيها النبيل .. النبيل..
كان العزاء فيك.. بوح وجوه وتدافع مشاعر.. ولقاء أردته أن يتم في حياتك..
ولكن.. آه.. وآه.. لم يتم إلا في مماتك..
وتلك الشجيرات الخضر والبساط الأنيق.. والشرفة المطلة.. ونمنمات الأبواب.. وألوان الستائر.. والأرصفة والموكيت..
وعيون.. عبدالله.. واخوته.. وأخواته.. وذلك الصفو الجميل والمطر والندى اللذين أهديا لأرض الرياض.. أجمل معاني العطر.. والعبير.. وكأنهما يستقبلانك..
طيباً طيباً..
جميلاً.. جميلاً..
نبيلاً.. نبيلاً..
لك من إلهك.. والهنا.. الرحمة.. فأنت تستحقها فقد قتلتك شفافيتك..
وأخذتك منا براءتك..
وعشت معنا وبيننا ذلك الطيف العابر..
أيها النبيل.. النبيل.. لقد قبلت عبدالله..
والقبلة لك..
فما عرفت فيك إلا المحبة والصدق.. رحمك الله..
|