لم تتورع إسرائيل في توجيه مروحياتها لإطلاق صواريخها ونيرانها في شارع حيوي مزدحم بغزة لتقتل وتصيب العديدين، فمن أجل استهداف قيادي فلسطيني لا تهتم إسرائيل بقتل أي عدد آخر معه من المدنيين بمن فيهم النساء والاطفال.
أول ضحايا الغارة الوحشية أمس على مدينة غزة كان طفلاً عائداً من المدرسة تصادف وجوده قرب سيارة استهدفتها المروحيات الإسرائيلية وتستطيع إسرائيل أن تفعل ما هو أفظع من ذلك دون أن تتلقى أي عقاب، والأحرى أنها تسمع تشجيعاً بعد كلٍ من هذه الجرائم، فهناك من بين كبار العالم من يقول بعد كل واحدة من هذه الغارات :(إن لإسرائيل الحق في اتخاذ ما تراه مناسباً لضمان أمنها..).
ولا يقتصر ذلك على مجرد التصريحات المشجعة بل هناك ضغوط حقيقية على الجانب الفلسطيني حتى وهو يُذيح على أيدي القتلة الإسرائيليين.
وقبل هذه الغارة هددت الولايات المتحدة السلطة الفلسطينية بتجميد المساعدات والمشاريع لها واحتمال تعرض قادتها ورموزها للملاحقة إذا لم تكمل التحقيق في مقتل ثلاثة من عملاء الاستخبارات الأمريكية في قطاع غزة..
بل إن واشنطن تجاوزت سلطات السلطة الفلسطينية عندما رصدت مكافأة قدرها خمسة ملايين دولار لمن يقدم معلومات عن قتلة عملاء الاستخبارات وهو أمر وصفه مسؤول فلسطيني بأنه عدم اعتراف بالسلطة الفلسطينية.
وبينما تتحدث واشنطن عن ملاحقة القادة الفلسطينيين فإن إسرائيل تقتلهم فعلياً.
وجاءت التصريحات الأمريكية في وقت بدأت فيه بالفعل اجراءات محاكمة عدد من المتهمين بقتل عملاء الاستخبارات..
وتفيد كل هذه المعطيات بتباعد المواقف وانعدام الثقة , وهذه أمور لا تقود إلى مساعٍ باتجاه السلام بل انها ستزيد من حالة الغليان الراهنة وتقود إلى ما هو أسوأ وتهدم القدر اليسير من التفاهم الذي تحقق في السنوات الماضية.
|