عندما يتحدث المرء عن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، فإنه لا يشعر إلا وكأنه في حديقة غناء، فتحت أبوابها، واحتار الإنسان من أي باب يطرقها، وعند أي شجرة يتوقف، فلكل زاوية مزاياها، ولكل ركن خصائصه، ولكل غصن ثماره، والجذور راسخة في أرض شماء، والأوراق تعانق السماء.
إن هذه الوزارة - رغم عمرها القصير - حققت العديد من الإنجازات، وقامت بالكثير من الخطوات الجبارة في مسيرتها الصغيرة البالغة عشر سنوات، الكبيرة بطموحاتها، وعطاءاتها المتواصلة.
ولعل من أهم المشروعات التي بادرت الوزارة في تنفيذها هو إقامة مقارٍ لفروعها في كافة مناطق المملكة، حيث تعد تلك المباني من الشواهد الحية، والنماذج المثلى التي يفتخر بها من بين القطاعات الأخرى، فوجود المباني وسيلة لتقوية المعاني، وتوفير المناخ الملائم له أثره - أيضاً - في مسيرة الإنتاج والعمل الإبداعي، والمضي قدماً في انطلاقة جديدة في مجالات الدعوة والأوقاف والشؤون الإسلامية قاطبة.
إن القلب ليسعد، وإن النفس لترتاح، وإن الفكر ليفرح عندما يسمع ويرى الاهتمام بكل شأن من شؤون الإسلام والمسلمين، وهذا ليس بمستغرب على دولتنا الرشيدة المباركة التي جعلت دستورها القويم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
إن المملكة العربية السعودية الحاضنة الأم لكل العمل الإسلامي في أرجاء المعمورة، وقد قامت بواجبها على أتم وجه في كل مراحل الدولة السعودية - ولله الحمد -، ويأتي عهد خادم الحرمين الشريفين كتتويج لهذا النهج الدائم المبارك المستمر، فقد كان ومازال وسيبقى بإذن الله العمل لأجل خدمة الإسلام والمسلمين هو الشغل الشاغل له، وما هذه العطاءات المتوالية إلا تأكيد جديد لنهج المملكة الدائم والثابت في رعايتها واهتمامها بالعمل الإسلامي في داخل المملكة وخارجها، وفق المنهج الإسلامي الوسطي المعتدل البعيد كل البعد عن التطرف والغلو.
ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - حفل افتتاح المقر الجديد لفرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقة عسير، يمثل دعماً إضافياً للعاملين في الحقل الإسلامي، وقبل ذلك رعى سموه الكريم مشروعات مماثلة في كل من القصيم وتبوك ونجران، وها هو اليوم يُشرف حفل افتتاح المبنى الرابع في مدينة أبها بمنطقة عسير.
وفي افتتاح هذه المشروعات العملاقة وتنوُّع أماكنها في كل مرة يضفي عليها صبغة إضافية من الشمولية والاستمرارية، وكل العوامل المطلوبة لتعزيز الروابط والوشائج بين أبناء الوطن الكبير.
| 
