يفتتح - بمشيئة الله تعالى - صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية يوم الأحد السابع عشر من شهر ذي الحجة الجاري 1424هـ مقر فرع الوزارة الجديد في مدينة أبها بمنطقة عسير الذي نفذته الوزارة ضمن مشروعاتها التطويرية لبناء مقارٍ دائمة لفروعها في جميع مناطق المملكة، بتكلفة بلغت ثلاثة عشر مليون ريال بناءً وتجهيزاً.
صرح بذلك معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح ابن عبدالعزيز آل الشيخ، ورفع معاليه عظيم شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود على كريم رعايته واهتمامه - حفظه الله - بمناشط الوزارة في مجال تخصصها، مُذكّراً بتفضل سموه الكريم قبل عدة أيام بافتتاح مجمع خادم الحرمين الشريفين الخيري في شرورة، وكذا المقر الجديد لفرع الوزارة بنجران.
وقال معاليه: إن رعاية سموه الكريم لهذه المشروعات الخيرة يجسد ما تلقاه الوزارة من اهتمام وعناية من قادة هذه البلاد المباركة، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - الذين يولون الدعوة الإسلامية كل رعاية واهتمام، ومن ذلك إعمار بيوت الله تعالى في جميع مناطق المملكة، وكذا إقامة مقارٍ رئيسة لفروع الوزارة المنتشرة في مناطق المملكة.
وأبان معالي الشيخ صالح آل الشيخ أن تنفيذ هذه المشروعات وغيرها من المشروعات التي نُفّذت وسَتُنَفّذُ في المستقبل - بإذن الله - في أرجاء المملكة سواء ما يختص منها بوزارة الشؤون الإسلامية، أو بالجهات الحكومية الأخرى، تؤكد على مسيرة البناء والتعمير في هذا الوطن المعطاء، وأنها ماضية - بعون الله وتوفيقه - في تحقيق كل عمل يخدم الوطن والمواطن، ومسيرة الدعوة إلى الله، ونشر الدين الإسلامي الحق القائم على الوسطية والاعتدال.
ووصف معاليه هذه المشروعات بأنها انطلاقة توعوية متجددة في منطقة عسير لأعمال الوزارة فيما يتصل بالمساجد، والإشراف عليها وفي الصلة بالخطباء والأئمة، وبما يخص الدعوة إلى الله تعالى، وكذلك فيما يتصل بالأوقاف والمكتبات الخيرية، والعناية بجمعيات تحفيظ القرآن، والحرص على التواصل مع الناس فيما فيه خدمة لهذا الدين.
وأبرز معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ المنهج الثابت الذي اتخذته هذه البلاد المباركة في تحكيم شرع الله جل جلاله، وإعلاء راية التوحيد، منذ أن انبرى لها الإمام الصالح والملك الهمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود - رحمه الله ورفع درجته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً - ، وقال: فكانت همته العالية في أن يكون المبدأ الأول والآخر في هذه البلاد تحكيم «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، والأخذ بوسطية الإسلام، وانتشار العدل والسلام، والأخذ بالحق للضعيف من القوي، حتى غدت هذه الدولة متآلفة متكاتفة، لا فرق بين شرقها وغربها ولا بين أهل شمالها وأهل جنوبها، فكلهم سواسية في دين الله جل جلاله، وفي حقوقهم.
ومضى معاليه قائلاً في السياق نفسه -: ثم آل الأمر في هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين، الذي انتشرت فيه راية العدل والتسامح والمحبة والوئام والوحدة بجميع أنواعها، فصار أبناء هذا الوطن على اختلاف بلدانهم ومناطقهم في الاهتمام والتنمية والمشاريع، وفي تحكيم الشرع شيئاً واحداً لا فرق بين القاصي والداني، وافتتاح فرع الوزارة في منطقة عسير يمثل هذا الاهتمام، وهذه السياسة من لدن خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، وسموكم الكريم، زاد الله جل جلاله هذه الدولة رفعة، و زاد من تماسك أبنائها، وتلاحمهم حول قيادتهم التي لا تريد لهم إلا الخير في الحاضر والعاجل وفي المستقبل.
وأكد معالي الشيخ صالح آل الشيخ أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة و الإرشاد ترعى المساجد بناءً، كما أنها ترعى الساجدين الذين تعلَّقت قلوبهم بالمساجد، فغشوها طلباً لما عند الله جل جلاله، واعتنت بالمساجد بناية ورعاية، واعتنت بالساجدين والمسلمين في توجيههم وإرشادهم إلى ما ينفعهم، فوجهتهم إلى توحيد الله جل جلاله، وإخلاص النية، ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم في الأعمال، ووجهتهم أيضاً إلى العناية بالاهتمام بوحدة هذه الأمة، وعدم وجود أي سبيل للتفرق، لأن هذه الوزارة تحمل المشعل العظيم: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا).
وأضاف معاليه: قائلاً: لقد اعتنت هذه الوزارة بخطبائها وأئمتها بأن تدحر الفتنة أينما وجدت وأينما كانت، فالمسلم وخاصة طالب العلم، وخاصة الخطيب والداعية فضلاً عن العلماء والقضاة، إنما هم مشاعل جمع للكلمة، ومشاعل وأد للفتنة، أينما كانت وأينما حلت، لأنه لن يصلح أمر هذه الأمة إلا أن تكون القلوب متحابة متآخية متصافية متسالمة، وأما إذا أتى من يرفع رأسه بالفتنة بتطرف أو إرهاب أو غلو أو ما شابه ذلك، فإن الواجب وأده، وإن الواجب والحق أن يؤطر على الحق أطر، إما بقناعة شرعية، وإما بقوة سلطان، كما كان السلف على ذلك.
وأبان معاليه أن مبنى فرع الوزارة في مدينة أبها بمنطقة عسير، أحد المباني لفروع الوزارة التي اكتملت في جميع مناطق المملكة، وقد افتتح سموه الكريم في هذه السنة في منطقة القصيم مبنى الفرع المماثل لذلك ثم في منطقة تبوك تلاه في منطقة نجران، ثم هذا الرابع في مدينة أبها بمنطقة عسير، وفي مناطق أخرى الآن جاهزة، وهي في طريقها إلى الافتتاح في هذا العام.
وفي ختام تصريحه، أعرب معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة عسير، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز آل سعود على اهتمامهما وعنايتهما ودعمهما لكافة مناشط الوزارة المختلفة، وتوفير كافة التسهيلات التي تُمكّن الوزارة من إنجاز مشروعاتها لخدمة رسالتها المباركة في خدمة الدعوة إلى الله تعالى ونشر الدين الإسلامي، سائلاً الله العلي القدير أن يكلل الجهود بالنجاح، وأن يجزي ولاة الأمر خير الجزاء على ما يولونه لجميع قطاعات الدولة من الرعاية التامة والاهتمام المتواصل.ومن الجدير بالذكر أن مشروع مقر فرع الوزارة في منطقة عسير، يقع في مكان مميز من المنطقة الإدارية لمدينة أبها، ومحاط بمواقف للسيارات، ويطل من الشمال على: شارع بعرض عشرة أمتار، ومن الجنوب: شارع دولي بعرض اثني عشر متراً، ومن الشرق على: أرض فضاء تابعة للأوقاف، ومن الغرب: شارع بعرض عشرة أمتار، وتقدر مساحة الموقع العام ب (667 ،18)م2، وتصل تكاليف وتجهيز وتأثيث المشروع إلى حوالي ثلاثة عشر مليون ريال.
ويتكون المشروع من المبنى الإداري بأبعاد 23م * 49م، ويشتمل على أربعة أدوار «أرضي وثلاثة أدوار متكررة»، ومساحة الدور الواحد تبلغ (600 ،4)م2، كذلك يشتمل المبنى على مكاتب للدعاة ومديري العموم والموظفين وقاعات للاجتماعات ومكتبات سمعية ومكتبات للقراءة، وكذلك مساحات مفتوحة يمكن استغلالها حسب الحاجة، وقد اختيرت مواد التشطيب للواجهات لتعبر عن الطابع المعماري لوظيفة المشروع، فالواجهات الرئيسة للمشروع تم تنفيذها من الألمونيوم والزجاج، والرخام الأبيض، أما الواجهات الجانبية من الحجر الطبيعي.ويخدم المبنى ثلاثة مصاعد أحدها مخصص لنقل العفش، كما يشتمل المشروع على نظام لإنذار ومكافحة الحريق، وتكييف مركزي وسنترال ومجهز بعدد (2) سلم طوارئ جانبي ومولد احتياطي للكهرباء، كما روعي في تخطيط الموقع العام توفير المسطحات الخضراء والأشجار ومواقف للسيارات، وكذلك سيتم تسوير موقع الأرض المخصصة للمشروع والتي تتميز بأنها تقع بالمنطقة الإدارية بمدينة أبها ومحاطة بالشوارع ومواقف السيارات من ثلاث جهات وتطل على شارع دولي بعرض (40) متراً.
|