* جدة - عدنان حسون:
عبّر عدد من الشخصيات عن استبشارهم بصدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء هيئة لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية وعضوية صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة ومعالي وزير الحج وذلك بوضع خطط شاملة لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة بمدة لا تقل عن عشرين عاماً وذلك من اجل النهوض بما يتناسب وهذه البقاع الطاهرة والتمشي مع روح التطوير والاهتمام الذي توليه حكومتنا الرشيدة بالمدينتين المقدستين والمشاعر في البداية تحدث الدكتور فيصل حامد ادريس عندما استبدل الملك فهد بن عبدالعزيز بلقب (صاحب الجلالة) لقب (خادم الحرمين الشريفين) لم يأتِ هذا القرار من فراغ بل هو نابع من إيمانه وحبه لدينه ووطنه وأمته الإسلامية.
وجوده في منى هذه الأيام لمتابعة أحوال الجميع ما هو إلا دليل آخر على حرصه واهتمامه أطال الله في عمره في خدمة هذه الأمة. ويا أخي خادم هذه الأمة هو سيدها وقرار خادم الحرمين الشريفين بإنشاء هيئة مستقلة لتطوير المشاعر المقدسة فرضته الحاجة الملحة وهي دليل آخر على ان هذا الملك يريد ان يكون خادماً لملك الملوك. نسأل الله ان يثيبه على ذلك وان يجعل هذا القرار في ميزان حسناته.
من ناحية أخرى فإننا نأمل من هذه الهيئة ان تجد لنا حلولاً ناجحة لأزمات مستمرة لظروف استئنائية.
فيكفي ان نعرف ان مساحة منى هي حوالي 3 كيلو * 3 ،5 كيلو متر مربع يتواجد فيها ثلاثة ملايين مسلم في وقت واحد. والمصيبة تكمن في رمي الجمرات. ان موت حاج واحد هو كارثة ومصيبة عظيمة فما بالك بموت 251 حاجا.
إن توسعة المكان (واقصد منى) بشيء مستحيل ولكني يجب توسعة الزمان. بمعنى انه لا يجب ان يكون رمي الجمرات بعد الزوال وإنما في أوقات مختلفة بما يتناسب مع عدد الحجاج وهذا الأمر يحتاج الى تنظيم اجباري بين وزارة الحج وقوات الطوارئ ومؤسسات الطوافة من جهة أخرى, منذ ان كنت طفلا ونحن نرى ظاهرة الافتراش موجودة في المشاعر المقدسة وكذلك الباعة الذين يفترشون الأرض مازالوا يمارسون تجارتهم في رحم الموت هل هذه مستعصية؟!
الحجاج المتسللون قضية أخرى خطيرة لو وضع لها الاستنفار والمراقبة المطلوبين حتى لو تم الاستعانة بقوات أخرى غير الأمن العام وقوات الطوارىء تم حلها. حجاج الداخل مصيبة أخرى لم تنفع التصاريح للحج. شخصياً أعرف الكثير من السعوديين الذين يحجون سنوياً. المضحك ان أحدهم حج العام الماضي وفي هذا العام رأى في منامه بأنه يؤذن ففسر حلمه بأنه (رؤية) فوجب عليه الحج هذا العام وهكذا فعل امتثالاً لقوله تعالى {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} (27) سورة الحج . طيب يا أخي هناك أية أخرى تقول {فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} (70) سورة يوسف. نحن نعيش في مصيبة كما ترى تحركنا أحلامنا وعواطفنا واهواؤنا.
كل ما نتمناه لهذه الهيئة هو التوفيق كما نتمنى ايضاً لهيئة كبار العلماء التي سوف تجتمع يوم الخميس القادم لإصدار (بيان فاصل) لحل مشكلة التدافع عند جمرة العقبة كل سداد وكلنا شوق لسماع هذا (البيان الفاصل) ولكن علينا جمعياً ان ندرك نقطة اخيرة ننطلق منها جمعياً وهي ان روح إنسان واحد ثمينة وثمينة جداً فما بالك بأرواح 251 حاجا.
وقد عبّر الشيخ جابر الحكمي مدير عام هئيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة الغربية عن سعادته بهذا القرار سعادة بالغة وهو قرار حكيم جداً ولا شك ان القيادة الرشيدة حريصة دائماً على الحاج وتحرص على ان تظهر هذه البلادبصورة مشرقة وان إنشاء الهيئة العليا لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة ان هاتين المدينتين المقدستين تحظيان دائماً باهتمام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين والذي شهدته هاتان المدينتان في هذا العهد الزاهر المزيد من التوسعة التي اصبحت معه تستقبل الألوف من الزوار والحجاج والمعتمرين.
وقال عبدالله فراج الشريف بأن الأمر السامي الذي صدر بالأمس القريب بإنشاء هيئة لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة التي حدد المرسوم الملكي بانشائها اعضاءها بالطريقة التي تتيح لها اتخاذ القرارات الملائمة في الوقت المناسب هذا الأمر ولا شك أنه اثلج صدر كل مواطن في هذا الوطن الأغلى وادخل السرور على كافة من تتجه انظارهم الى هاتين المدينتين المقدستين من سائر المسلمين في كل اقطارهم فوجود هيئة عليا لتطويرهما تمنح من الصلاحيات ما يجعلها قادرة على اجراء الدراسات العلمية للتطوير ويمنحها الميزانية المستقلة والتي تفي بحاجات هذا التطوير الذي أصبح اليوم ضرورة ماسة للارتقاء بشأن المدينتين اللتين تستقبلان اعداداً متزايدة باستمرار من الزوار كل عام لأداء المناسك وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن على ثقة ان الهيئة ستبدأ باتخاذ خطواتها الجادة لمباشرة هذا التطوير في أسرع وقت ممكن خاصة وان المدينتين تحتاجان الى المزيد منه كل يوم بحسب الظرف الحالي وما يتطلبه المستقبل ولهذه الهيئة ان تستفيد من التجربة التي نجحت في تطوير العاصمة (الرياض) وانتقلت الى تجارب عالمية في تطوير مدن كبرى تستقبل كل عام ملايين السياح تنجح في تقديم ارقى الخدمات لهم وإنا لنرجو ان تكون هذه الهيئة بما ستضمه اليها من كفاءات وخبرات محلية وعالمية ومراكز بحوث واحصاء مثالاً عالمياً للتطوير.
فأم القرى وطيبة اعظم مدينتين في العالم تستحقان اوفى تطوير يجعل منهما مدينتين عالميتين تبرزان الوجه الحضاري للإسلام وهو ما نرجو ان يتحقق لهما قريباً بإذن الله. ومن جانبه قال الدكتور عبدالرزاق الجبوري مدير مستشفى المدينة الوطني: إن الهيئة التي شكلت من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز برئاسة الأمير متعب بن عبدالعزيز وعضوية الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة والأمير مقرن بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة ومعالي وزير الحج ان هذه الخطوة سوف تكون ذات هدف مهم للغاية ونحن على ثقة تامة بأن اللجنة سوف تكون نتائجها مثمرة وسوف تشهد المدينتان المقدستان والمشاعر عملية تطويرية مهمة للغاية وذلك بعد ان أصبحت هذه الأماكن المقدسة تعج بكثافة سكانية هائلة. نسأل الله العلي القدير ان يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وان يجعل ذلك في موازين حسناته انه سميع مجيب الدعاء.
|