* واشنطن - اسلام اباد - نيويورك - الوكالات:
شكلت مسألة العالم النووي الباكستاني عبد القادر خان عنصراً جديداً في الخلافات الهندية الباكستانية مع مطالبة نيودلهي بتدويل هذه المسألة غير ان باكستان ردت بأن الامر شأن داخلي يهم باكستان فقط، وايدت واشنطن الاجراء الذي اتخذته اسلام اباد تجاه عالمها النووي واعربت في ذات الوقت عن استعدادها للتعاون مع باكستان للحيلولة دون وقوع التكنولوجيا النووية في أيدي المتطرفين.
وقال مسؤول امريكي لرويترز (بحثنا مع باكستان حاجتها لحماية التكنولوجيا والمواد النووية الخاصة بها. نحن واثقون من انهم يتخذون الاجراءات الضرورية).
وقد جاءت تصريحات المسؤول يوم الجمعة بعدما كشف برنامج (نايتلي نيوز) في شبكة تليفزيون ان.بي.سي ان خبراء نوويين امريكيين يشكلون ما يعرف باسم (لجنة الاتصال الامريكية) انفقوا ملايين الدولارات لحماية اكثر من 40 سلاحا نوويا في الترسانة النووية الباكستانية منذ هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة.
وقالت الشبكة ان الخبراء النوويين الامريكيين كانوا (يجتمعون كل شهرين حيث يساعدون باكستان على تطوير احدث النظم الامنية بما فيها الشفرات السرية للدخول الى الترسانة).
ولكن المسؤول الامريكي الذي رفض نشر اسمه قال ان قانون الولايات المتحدة ومعاهدة حظر الانتشار النووي وهما حجرا الاساس في جهود منع انتشار الاسلحة (يحظران اي اتصال مباشر مع الاسلحة النووية (الباكستانية).
وقال (لذا فاننا نجري معهم محادثات بصفة عامة بشأن كيف يحمون المواد النووية).
واضاف (نحن لانريد ان تصل موادهم (النووية) للايدي الخطأ لكننا لن نتجاوز قانوننا ومعاهدة حظر الانتشار النووي).
وجاءت التقارير بشان الدور الامريكي في باكستان وسط ما تردد بشأن اعترافات عبد القادر خان ابي البرنامج النووي الباكستاني بانه باع اسرارا نووية الى ليبيا وكوريا الشمالية وايران.
وقرر الرئيس الباكستاني برويز مشرف العفو عن خان بعدما بث التلفزيون اعترافاته ببيع تكنولوجيا نووية في السوق السوداء وبرأ ساحة الجيش والحكومة في باكستان من المسؤولية في هذا الشأن.
وجاء العفو في محاولة واضحة لتهدئة الجدل الصاخب الذي تفجر مع بروز القضية.
وفي اطار الاتصالات الامريكية الباكستانية في الشأن النووي فقد اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول الجمعة انه سيبحث مع الرئيس الباكستاني برويز مشرف في القضية التي تسبب بها عبد القادر خان.
واضاف باول مع ذلك ان واشنطن وافقت على (الصفح) الذي منحه الجنرال مشرف لمؤسس البرنامج النووي الباكستاني.
وقال باول في مقر الامم المتحدة في نيويورك (انها مسألة بين خان الذي هو مواطن باكستاني وبين حكومته).
ولكنها ايضا مسألة سابحثها مع الرئيس مشرف).
واضاف (سوف اجري محادثات مع الرئيس مشرف خلال الايام المقبلة كي اتأكد من ان الرئيس الباكستاني على علم كامل بما قامت به شبكة عبد القادر خان خلال اعوام كي لا يبقى اي شيء مما قامت به ولعدم حصول عمليات تسريب نووية اخرى من خلال هذه الشبكة).
ومن ناحيته، اعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان ان هذه المسألة تثبت ان مسألة نشر الاسلحة النووية ما تزال مسألة (راهنة).
واوضح ان مشرف واجه (وضعا صعبا) لان عبد القادر خان يتمتع بوضع بطل قومي في باكستان.
وفي الشأن النووي الباكستاني ايضا ، فقد رفضت باكستان يوم الجمعة تصريحا اعتبرته غير مبرر لوزير الخارجية الهندي قال فيه ان على الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان تبحث قضية نقل التكنولوجيا النووية الباكستانية بشكل غير شرعي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية مسعود خان لوكالة فرانس برس ان (التحقيقات التي تجريها باكستان هي مسألة داخلية).
واضاف (هذا الامر يتعلق فقط بباكستان. ان المسألة لن تبحث في اي مكان اخر).
وكان وزير الخارجية الهندي ياشوانت سينها اعتبر يوم الجمعة ان القضية لا يجوز ان تتوقف عند (الصفح) الذي منحه الرئيس الباكستاني برويز مشرف لعبد القادر خان مؤسس البرنامج النووي الباكستاني الذي اقر بمسؤوليته حيال نقل التكنولوجيا النووية الى دول اخرى.
وقال سينها (برأيي، يجب الا تتوقف الاشياء هنا لان المسالة ليست فقط مسألة داخلية في باكستان ولكنها تخص الاسرة الدولية).
واضاف ان المسائل النووية (يجب ان تبحثها الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجهات اخرى).
ورفض المتحدث الباكستاني هذا التصريح وقال ان (باكستان تتعاون اصلا مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية).
واوضح مع ذلك (لسنا على خلاف مع سينها حول ضرورة ان تتصرف جميع الدول النووية وبمن فيها الهند، بشكل مسؤول).
|