* لندن واشنطن ميونيخ - الوكالات:
شكك الديموقراطيون في حيادية اللجنة التي عينها الرئيس الأمريكي جورج بوش للتحقيق حول معلومات الاستخبارات بشأن الحرب على العراق في وقت دعا فيه معظم البريطانيين إلى استقالة رئيس وزرائهم بسبب تشككهم في المبررات التي ساقها لشن حرب على العراق.
فقد اعتبرت غالبية من البريطانيين ان على رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الاستقالة مع تكاثر التشكيك في البلاد حول الأسباب التي دفعت لندن إلى المشاركة في الحرب على العراق، وذلك وفقا للاستطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس السبت، صحيفة (ي انديبندنت).
وعلى السؤال التالي :(اتعتبرون ان الوقت حان لكي يستقيل توني بلير) رد 51% من الأشخاص الذين شملهم الاستطلاع بالإيجاب في حين رفض ذلك 35% رفضا قاطعا، واعتبر 54% من البريطانيين ان بلير كذب حول التهديد الذي تطرحه أسلحة الدمار الشامل التي اتهم العراق بامتلاكها ولم يعثر على أي منها بعد تسعة أشهر على الحرب للإطاحة بنظام صدام حسين.
ورأى 68% ان التحقيق الذي فتح حول معلومات أجهزة الاستخبارات قبل الحرب على العراق ستؤدي فقط إلى طمس القضية.
واستفاد حزب المحافظين من الصعوبات التي يواجهها توني بلير إذ ان 36% باتوا يدعمونه في مقابل 35% لحزب العمال بزعامة رئيس الوزراء على ما جاء في الاستطلاع ذاته الذي اجري عبر الهاتف على عينة شملت 1003 أشخاص.
وفي واشنطن اعتبرت المعارضة الديموقراطية ان اللجنة التي عينها الرئيس الأمريكي جورج بوش يوم الجمعة للتحقيق في معلومات أجهزة الاستخبارات الأمريكية حول العراق قبل الحرب بأنها منحازة ومهمتها محدودة.
وقالت زعيمة الأقلية الديموقراطية في مجلس النواب نانسي بيلوسي كانت لنا فرصة لتشكيل لجنة مستقلة فعلا يمكن ان تقدم نظرة جديدة حول المسألة ولكن عوضا عن ذلك نحن أمام لجنة تشرف عليها السلطة التنفيذية كليا لإجراء تحقيق حول السلطة التنفيذية.
وأضافت في بيان ان لجنة عين جميع أعضائها الرئيس جورج بوش للتحقيق في خلل الإدارة في العراق ليست ذات طبيعة توحي بالثقة.
أما زعيم الأقلية الديموقراطية في مجلس الشيوخ توم داشلي فقد اعتبر ان الرئيس لا يتيح للجنة بحث العدد الكبير من الأسئلة التي يطرحها ملايين الأمريكيين حول تصريحات وأعمال الإدارة قبل الحرب على العراق.
وأشار إلى انه بإمكان اللجنة ان تنجز عملا مفيداً حول مسائل الاستخبارات.
وسوف ترفع اللجنة التي عينها الرئيس بوش برئاسة السناتور الديموقراطي السابق شوك بوب والقاضي الجمهوري المحافظ لورانس سيلبرمان تقريرها في 31 آذار/ مارس 2005 أي بعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل والتي يخوضها الرئيس بوش لولاية ثانية من أربع سنوات.
وفي المقابل قال السناتور الأمريكي جون ماكين يوم الجمعة انه لا يعتقد ان إدارة الرئيس جورج بوش تلاعبت في معلومات المخابرات عن أسلحة العراق المحظورة والتي سيشارك ماكين في لجنة تحقق فيها.
وأضاف السناتور الجمهوري للصحفيين على هامش مؤتمر أمني في ميونيخ بألمانيا:أعتقد ان رئيس الولايات المتحدة لم يتلاعب بأي نوع من المعلومات من اجل مكسب سياسي أو غيره، وقال ماكين المعروف بأنه لا يتردد في التحدث ضد إدارات من حزبه :ان من الواضح ان هناك اخفاقات في عمل المخابرات لماذا..؟ وما هي الملابسات.. ؟لا أحد يعرف. وهذا سبب اننا نحتاج تحقيقا شاملا وكاملا.
وقال السناتور :ان اللجنة ستنظر في كل الحقائق بما فيها الأسلوب الذي استخدمت به الإدارة المخابرات.
وأضاف: أعتقد ان كل الجوانب مهمة من الطريقة التي تجمع بها معلومات المخابرات إلى الطريقة التي تقدم بها للشعب الأمريكي.
|