* ميونيخ - نيويورك - الوكالات:
تحرك حلف شمال الأطلسي نحو اضفاء المصداقية على خطط توسيع مهمة حفظ السلام التي يقوم بها في أفغانستان حيث بدأت الدول تعرض المساهمة بقوات لتوسيع المهمة الى الاقاليم الأفغانية التي تعاني من الفوضى قبيل اجراء انتخابات حاسمة في يونيو حزيران.
لكن الحلف لم يتخذ أي خطوات نحو القيام بدور في العراق بالرغم من تشجيع واشنطن المتكرر وذلك لتخوفه من ان ينكأ ذلك الجراح التي أحدثتها الحرب التي قادتها واشنطن لغزو العراق والاطاحة بصدام حسين العام الماضي في جسد الحلف.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر في مؤتمر صحفي بعد اجتماع عقده يوم الجمعة وزراء دفاع دول الحلف في ميونيخ بألمانيا استغرق أربع ساعات (أولى أولويات حلف شمال الأطلسي هي وضع الأمور في نصابها في أفغانستان. ليس لدينا خيار آخر).
وتولى حلف الأطلسي قيادة قوة المعاونة الأمنية الدولية (ايساف) التي تضم 5700 جندي في العاصمة كابول العام الماضي مبديا تصميما على مواجهة التهديدات الجديدة فيما وراء الحدود الأوروبية ابان الحرب الباردة التي أنشئ للدفاع عنها قبل 55 عاماً.
غير ان خطط توسيع مهمة قوات ايساف إلى خارج العاصمة الأفغانية تعطلت بسبب الإحجام الأوروبي عن توفير الموارد والمعدات المكلفة مثل أجهزة الاتصالات وطائرات الهليكوبتر.
وقد وضع حلف الأطلسي واحداً من بين 13 فريقاً اقليمياً لاعادة الإعمار والذي يضم نحو 300 جندي يقومون بتنفيذ مشروعات التنمية الصغيرة أو يتولون حماية عمال الاغاثة تحت قيادة قوة ايساف.
ووافق وزراء دفاع حلف الأطلسي على أن تتولى قوات ايساف الاضطلاع بقيادة خمس فرق جديدة من فرق اعادة الإعمار وعرضت كل من فنلندا والسويد وبريطانيا وايطاليا وهولندا وتركيا عروضا بتولي قيادة تلك الفرق.
وقال بيتر شتروك وزير الدفاع الألماني ان الفيلق الأوروبي المجهز للتدخل السريع والذي يضم جنوداً من كل من فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبلجيكا ولوكسمبورج ربما يتولى قيادة قوة ايساف الدولية في كابول بعد انسحاب القوات الكندية في اغسطس/ آب القادم رغم ان إسبانيا طلبت مهلة أسبوعين أو ثلاثة لتتخذ قرارًا بالموافقة. وقال مسؤول بارز بالحلف (نرى في النهاية مزيداً من المساهمات).
ولكن دبلوماسيين ذكروا ان الأمر لا يزال صعبا للحصول على معدات و5000 جندي اضافي لحماية فرق اعادة الإعمار الجديدة من دول تشكو غالبيتها من ان قواتها المسلحة تنتشر في عمليات لحفظ السلام عبر انحاء العالم.
ويسبق اجتماع وزراء دفاع دول الحلف مؤتمراً أمنياً سنوياً يعقد في ميونيخ وهو الذي شهد العام الماضي مشادة علنية بين وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر ووزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد حول مبررات واشنطن لشن الحرب على العراق.
هذا وقد أعلنت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو-ماري يوم الجمعة ان الدول الأوروبية الخمس التي تشكل ال (يوروكور) تضع ثلاثة شروط معلقة قبل الالتزام بتولي قيادة القوة الدولية للمساعدة على حفظ الأمن في أفغانستان (ايساف).
وقالت ان الدول الخمس (ألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وفرنسا ولوكسمبورغ) تريد أن يتولى الحلف الأطلسي (القيادة لمدة ستة أشهر فقط لاننا لسنا في أفغانستان في وضع يمكن معه ان تقوم القيادة لمدة عام بمزيد من الأعمال) خصوصاً لان الوضع غير مستقر في كابول.
وأوضحت ان الدول الخمس تطلب أيضاً من الحلف الأطلسي(ان يبقى على الأرض وسائله في مجال الاعلام والاتصالات) وتريد أيضاً ان (تستمر ايساف في مهماتها الحالية الجيوغرافية والمادية) أي عدم توسيع مهماتها إلى خارج كابول.
وقدمت وزيرة الدفاع الفرنسية هذه الشروط خلال الاجتماع غير الرسمي للحلف الأطلسي في ميونيخ بالاتفاق مع الدول الأوروبية الأربع الأخرى.
وستقدم هذه الشروط رسمياً من قبل السكرتارية الحالية ل (يوروكور) التي تتولاها لكسمبورغ.
وأكدت اليو-ماري ان الدول الأوروبية الخمس متفاهمة حيال هذه القضية وان إسبانيا (انضمت كلياً إلى هذه المسائل الثلاث).
وكان وزير الدفاع الألماني بيتر ستروك أعلن خلال مؤتمر صحافي ان إسبانيا لم تقرر بعد نهائياً وهي ستعطي جوابها خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع.
ومن جانب آخر قال دبلوماسيون في مجلس الأمن الدولي ان كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة عين يوم الجمعة الفرنسي جان ارنولت كبيراً لممثلي الأمم المتحدة في أفغانستان ليحل محل الأخضر الابراهيمي وزير خارجية الجزائر السابق.
وأضاف الدبلوماسيون ان عنان أرسل تعيين ارنولت إلى أعضاء مجلس الأمن الذين نادراً ما يعترضون على اختياره.
|