في سبع وخمسين صفحة، قدمت مجلة المعرفة في عددها لشهر ذي الحجة قراءة موسعة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) شملت بداية تكوينها ووظائفها الأساسية وأهدافها والعقبات التي تعترضها. ويكاد يكون جميع كتاب هذا الملف ممن مارس العمل داخل أرْوِقَةِ المنظمة ولامس أوراقها.
حمل الملف في أولى صفحاته حواراً مطولاً مع د. أحمد الجلالي، الرئيس السابق للمؤتمر العام لليونسكو، وفيه عبّر الجلالي عن رؤيته لوضع ومكانة الدول الإسلامية في المنظمة، وبين الأدوار التي قام بها لتفعيل هذه المكانة. كما تطرق إلى بعض القضايا التي نوقشت خلال السنتين الماضيتين في أروقة اليونسكو.
وعن تجربة اليونسكو لمحو الأمية من العالم تناول الملف هذه التجربة الفريدة التي ابتدأت مع مسيرة المنظمة قبل خمسين عاماً، والجوانب السلبية والإيجابية فيها على ضوء تقرير المنظمة.
ونقل الملف ملخص (تقرير الرصد العالمي التعليم للجميع) الذي أصدرته اليونسكو تحت سؤالها العريض (هل يتقدم العالم في المسار الصحيح؟) حيث كشف هذا التقرير مدى التزام مائة واثنتين وتسعين دولة (الأعضاء) بالتعهدات والأهداف التي قطعتها على نفسها في ابريل من عام 2000م، وقدم إجابة عما إذا كان العالم يسير قدمًا نحو تحقيق هدف التعليم للجميع بحلول عام 2015م.
ولم يغفل الملف الإشارة إلى الانسحاب الأمريكي عن اليونسكو الذي امتد لمدة تسعة عشر عاما، وإلى التغيرات والإصلاحات التي أحدثها تولي الياباني كواشيرد متسورا لإدارتها، ولا عن حمى المنافسة بين الأخير ود. غازي القصيبي من واقع كتاب (دنسكو).
كما قدم الملف وصفاً دقيقاً لمبنى مقر اليونسكو في باريس وطريقة تصميمه ومحتوياته.
وتناول باب (رؤى) لهذا العدد التعليم الألماني تحت عنوان (لا تسألوا عن النتائج قبل 15 عاماً) وتعهدات المسؤولين عنه، بعد أن كشفت دراسة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في مطلع عام 2001م من أن التلاميذ الألمان في مؤخرة تلاميذ أوروبا!!
ويستكمل هذا العدد ما بدأه أ. محمد الصاوي في العدد السابق في باب (أعلام) عن المفكر الإسلامي مالك بن نبي. وينقل هذا الجزء آراءه في علاج انحطاط الحضارة، وفي المرأة والحرية والديمقراطية والاقتصاد وفق ما تمايزت به آراء ابن نبي من عمق تحليلي ورؤية شمولية.
وعبر (نوافذ) تطل المعرفة على المعهد العالي السعودي الياباني للسيارات معرفة به، وبالفكرة التي قام عليها وبأهدافه ومفهوم الشراكة فيه.
وفي دلالة على معايشتها للحدث الحالي تتقدم المجلة في باب (تقارير) تغطيتها الخاصة للقاء الوطني الثاني للحوار الفكري الذي عقد في مكة في الفترة من 4 من ذي القعدة إلى 8 ذي القعدة للعام الحالي متعرضة للفكرة التي قام عليها مركز الحوار الوطني ولأوراق الحوار، وللتطلعات والرؤى المرجوة منه.
وعن الفشل وانكساراته عبر صفحات سبع ينقل الأديب الروائي يوسف القعيد قارئه في محطات فشله بدءاً من محطة التعليم في القرية وانتهاء بمحطة الكتابة الإبداعية.
ومن (وجهة نظر) فنية يقدم أ. فؤاد مغربل آراءه في قضايا الفن التشكيلي المحلي والعربي والعالمي وفي العوامل التي تتدخل في تكوينه وذوقه.
| 
