في جَنَّة الخُلْد تَجري باسمك الرُّتَبُ
يا مُلْهمَ الخيْر إنَّ الخيْر ما تَهَبُ
غادرْتَ دنياك يا ميمونُ ملْتحفاً
ببُرْدة الحقِّ والدُّنيا لها صَخَبُ
فالكلُّ يبكي وعَيْنُ الوَجْد غارقةٌ
بالدَّمع والقلْبُ من نجواك يضطربُ
يا مَن إليه تَجود النَّفسُ راغبةً
أنت الفقيد وأنت المُلهم الحدِبُ
غَرَسْتَ للنُّبْل غرساً طاب موردُه
وجُزْتَ حدًّا له الأحلام تَنْسكبُ
خَلَّفتَ للمجد أبناءً وأرْوِقةً
فيها لَدَى العزِّ هالاتٌ لها حُجُبُ
أبناؤك الصِّيْدُ لا شُلَّت أناملهم
يُرْوون بالودِّ مَن طابت له القُرَبُ
لهم من الجود والإدلال نائلةٌ
أجرى نَداها لديك الخُلْقُ والأدبُ
وآلُك الملهمون الأمنُ يحرسهم
حيث الحياءُ على هاماتهم يَثِبُ
لِلدين فيهم وفاءٌ نادرٌ عَبِقٌ
يسمو به الفِكْر والإلهام والحَسَبُ
ولِلسَّماح على أبوابهم سَنَنٌ
يستمرئون به ما كان يُرتَقَبُ
يا مَن له الودّ كلّ الودِّ أين لَنَا
مِن بعدِ فقدك مَن يسمو به اللَّقَبُ
فارقتَنا للنَّعيم السَّمح في أملٍ
نلقاك فيه كما نرجو ونحتسبُ
إن كان قُربُك للرَّحمن مُؤتَمَناً
فنحن مِن نَفْحك المعْسول نقتَرب
لَنَا إليك انتماءٌ كلُّه شَرَفٌ
وعِزَّة لم يفارق رَسْمَها الطَّرَبُ
يا رائد الجنَّةِ الفيحاءِ أنت لَهَا
ضيْفٌ كريمٌ ينادي باسمك الطَّلَبُ
وقد قدمتَ إلى مولاك في دَعَةٍ
أنت الحفِيُّ بها والسَّاهر الأرِبُ
فمِن سُراك إلى ما كنتَ تأمله
في جِيْرةِ الله حيثُ الرِّبحُ والغَلَبُ
وقد فقدناك يا مَن كنتَ تمنحنا
مَواردَ الخيْر وهي الرِّفد والأرَبُ
فالجُوْدُ أنت ومنك العِزُّ بادرةٌ
فاهنَأ بوِرْدٍ له الرَّحمن يَنْتَدِبُ