هناك ثلاثة تحديات جوهرية تشغل بال كل التربويين، وهي: ماذا نعلم طلابنا؟، وكيف نعلمهم؟، ثم كيف نعرف أنهم تعلموا ما نريد لهم أن يتعلموه؟.. دعونا هنا نتوقف عند تحدي (ماذا نعلمهم؟).. لم يعد اليوم من السهل أن نتفق على ماذا نعلم أبناءنا في المدارس، وهذا يعود لأسباب عديدة لعل أهمها التفجر التقني والمعلوماتي غير المسبوق وما صاحبه من اضطراب عنيف في منظومة الاقتصاد والقيم الاجتماعية والأخلاقية. لم يجد التربويون في ظل هذه التغيرات الواسعة والجارفة مناصاً من تركيز جهودهم على تأسيس مهارات حياتية محددة تمكن الطلاب من التعامل الفاعل مع أحداث واقعهم ومستقبلهم، ومن بين هذه المهارات مهارة إصدار الحكم (Judgment). تعزيز هذه المهارة لدى طلابنا يتطلب تعويدهم على التعامل مع مشكلات وقضايا تحتمل أكثر من إجابة أو ورأي. إن أفضل المشكلات التي يجب تضمينها في المنهج المدرسي ليست هي تلك التي تحسم بمعادلة رياضية أو بمنطق رياضي، بل هي تلك التي تجهد القدرة الذهنية للطالب وتطالبه بإعطاء الأسباب والمبررات العقلية التي دعته إلى الأخذ بخيار معين دون غيره.
إن اختيار هذا النمط من المشكلات هو تحدٍ آخر يواجهه مصممو المناهج. مهارة التعاون والعمل الجماعي (Collaboration) تعد أيضا مهارة أخرى مطلوب نشرها بين الطلاب. دور المنهج أن ينمي لدى طلابنا مهاراتهم الاجتماعية ويعزز من شعورهم بالانتماء الصادق لمجتمعهم وذلك من خلال المشروعات المدرسية الجماعية.
(*) كلية المعلمين بالرياض. |