في مثل هذا اليوم من عام 1989، تم إحضار الكاتب الفرنسي إيميل زولا للمحاكمة بسبب التشهير في مقالته الصحفية التي هاجمت الجيش الفرنسي بسبب موضوع دريفوس، ففي 13 يناير قام زولا بنشر مقالته في جريدة «لارور»، حيث كشفت هذه المقالة عن التغطية العسكرية المتعلقة بألفريد دريفوس.
ومما يذكر ان دريفوس، قائد بالجيش الفرنسي، تم اتهامه بالتجسس في عام 1894وحكم عليه بالسجن في مستعمرة عقابية بأمريكا الجنوبية بعد محاكمة عسكرية سرية، وبعد سنتين، ظهر الدليل على براءة دريفوس، الا ان الجيش عمل على اخماد المعلومات فيما عملت مقالة زولا على كشف المحاكمة والاتهام الخاطئ للجيش.
ومن الجدير بالذكر ان زولا وهو كاتب مشهور قام بنشر اول مجموعة قصصية له منذ اكثر من ثلاثة عقود قبل المحاكمة، وبعد خروجه من المدرسة الثانوية قبل اتمام دراسته، انضم لقسم المبيعات التابع لدار نشر فرنسية كبرى عملت على تشجيعكتابته ونشرت اول كتاب له، ثم اصبح بعد ذلك أحد أشهر الكتاب في فرنسا بنشرروايته «السكير» في عام 1877 وهي جزء من 20 رواية قام بتأليفها وعملت على استكشاف حياة عائلتين.
وقد اثارت مقالة زولا الغضب المحلي في كلا الجانبين تجاه هذا الموضوع، بين الاحزاب السياسية والمؤسسات الدينية والمؤسسات الاخرى، فمن ناحية، قام مؤيدو الجيش برفع قضية ضد زولا بسبب التشهير، ولذلك تم اتهامه والحكم عليه بالسجن لمدة سنة، الا انه استطاع الهرب من فرنسا. وفي عام 1899، تم العفو عن دريفوس ولكن نتيجة لاسباب سياسية لم يتم اعلان براءته الا في عام 1906، وبعد فترة قصيرة من العفو عن دريفوس، عاد زولا الى فرنسا، حيث توفي هناك في عام 1902.
|