في مثل هذا اليوم من عام 1990 وافقت اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي السوفيتي على توصية الرئيس ميخائيل جورباتشوف بان يتنازل الحزب عن احتكاره للسلطة السياسية والذي استمر لمدة 70 عاماً، حيث اعتبر قرار اللجنة للسماح بالتحديات السياسية ضد سيطرة الحزب في روسيا دليلاً آخر على الانهيار الموشك للنظام السوفيتي.وبانتهاء ثلاثة أيام من الاجتماعات العاصفة المتعلقة بالإصلاحات الاقتصادية والسياسية في الاتحاد السوفيتي، اعلنت اللجنة المركزية انها سوف توافق على فكرة عدم قيام الحزب الشيوعي السوفيتي «بالمطالبة بأي دور يتم تحديده في الدستور» الجاري اعادة صياغته، وكان هذا الاقتراح واحداً من عدة قرارات أصدرها الرئيس جورباتشوف اثناء الاجتماعات.ومن ناحية اخرى انتقدت خطة جورباتشوف حيث اعتبرت تمزيقاً لسلطة الحزب الشيوعي وبأنها تعمل على تآكل المكتسبات التي تم تحقيقها منذ الثورة البولشفية وسوف تعمل على إضعاف الوضع العالمي للاتحادالسوفيتي. إلا ان المؤيدين لاحظوا نفاذ صبر الشعب السوفيتي بسبب التقدم البطيء للتغييرات والتشاؤم العام بخصوص الاقتصاد المتعثر تحت لواء الحكم الشيوعي.وكما قال مسؤول بالحزب الشيوعي «سوف يقرر المجتمع بنفسه ما إذا كان يرغب فيتبني سياساتنا» وأضاف أن تحرك اللجنة المركزية لم يعن أن الحزب الشيوعي يزيل نفسه من الشؤون العامة، حيث أكد العديد من الملاحظين الأجانب أنه حتى في ظل النظام السياسي المتعدد في روسيا، فإن الحزب سوف يكون له مميزات ضخمة تميزه عن أي منافسين له.ومن ناحية أخرى اتسم رد الولايات المتحدة بالتفاؤل الحذر والدهشة حيث علق مسؤول بوزارة الخارجية أن «العالم السوفيتي بأكمله سوف ينهار بسرعة مذهلة»، كما علق وزير الدفاع السابق كاسبر وينرجر انه «كان مسرور شخصياً ومندهشاً من إتاحة الفرصة لأي شخص لكي يقول مثل تلك الأشياء في موسكو بدون اطلاق الرصاص عليه»، وكان الرئيس جورج بوش أكثر تحفظا بتهنئة الرئيس جورباتشوف بسبب «تحفظه ودهائه».ومن دواعي السخرية ان حقيقة استعداد الحزب الشيوعي لقبول التحديات السياسية لسلطته يبين مدى محاولته اليائسة للحفاظ على سلطته المتداعية على الدولة، وقدمت هذه الاجراءات مساعدة قليلة، الا ان الرئيس جورباتشوف استقال في 25ديسمبر 1991 وتوقف وجود الاتحاد السوفيتي في 31 ديسمبر 1991.
|