في مثل هذا اليوم من عام 1999 أعلنت الحكومة الأردنية وفاة الملك حسين بن طلال بن عبدالله ملك المملكة الأردنية الهاشمية كما أعلنت الحكومة تنصيب نائب الملك الأمير عبدالله بن الحسين ملكاً للبلاد.. وقطع التلفزيون الأردني بثه بالآيات القرآنية، ليعلن بياناً صادراً من رئيس الوزراء حول وفاة الملك حسين وتنصيب الأمير عبدالله ملكاً وهو الرابع الذي يعتلي عرش المملكة الأردنية الهاشمية منذ تأسيسها عام 1921م
هذا وقد خيم الحزن العميق على سائر أرجاء الأردن وخاصة تلك الجموع التي كانت تحيط بمركز الحسين الطبي تتسقط أنباء الحالة الصحية لمليكهم الذي ظل يصارع آلام علته التي كانت سبب وفاته منذ ستة أشهر تلقى خلالها علاجاً كيماوياً في «مايوكلينك» بالولايات المتحدة الأمريكية وكان لإعلان الوفاة وقع الصاعقة على الأردنيين الذين شاركتهم أمتهم العربية والإسلامية مشاعر الحزن والأسى في فقيدهم الكبير.
بدأ الملك حسين فترة حكمه منذ 47 عاماً عن عمر غض يناهز السادسة عشرة.
وقد ظل حسين بن طلال عاهل المملكة الأردنية الهاشمية الراحل في سدة السلطة لما يقرب من نصف قرن من الزمان، وقد عاصر تسعة رؤساء أمريكيين وما يقترب من اثني عشر وزيراً من وزراء الخارجية الأمريكية والعديد من الزعماء الأوروبيين. وقد قام الحسين الذي تم تتويجه ملكاً على الأردن في الحادي عشر من أغسطس عام 1952م بعد أن تخلى والده الملك طلال عن الحكم نظراً لمرضه بتشكيل الأردن وسط بحار إقليمية متلاطمة، بما في ذلك عدة حروب شهدتها منطقة الشرق الأوسط، وحرب أهلية، وأزمات سياسية واقتصادية داخلية كانت تطل بين الحين والحين.
وقد كان للقيادة الدبلوماسية الحكيمة التي اتسم بها الملك حسين والتي واجه بها العديد من التحديات التي هددت حكمه، الفضل في الاحترام الذي حظي به داخلياً وخارجياً.
وقد عاش الملك الذي أدت دعوته إلى الدخول في محادثات مع إسرائيل بعد حرب 1967م بين العرب وإسرائيل إلى عزلته عن العالم العربي، حتى رأي حلمه وقد كاد أن يتحقق، بعد أن بدأت محادثات السلام مع إسرائيل في مدريد عام 1991م بدخول الوفود السورية واللبنانية والفلسطينية والأردنية حلبة المفاوضات.
وقد كان الرئيس المصري أنور السادات قد سبقهم وقام بالتوقيع على معاهدة سلام مع إسرائيل عام 1979م في أعقاب افول نجم القومية العربية الناصرية بعد وفاة الزعيم المصري جمال عبدالناصر في عام 1970م.
وفي أعقاب توقيع بلده على اتفاق للسلام مع إسرائيل في عام 1994م أعلن حسين أن خلو الشرق الأوسط من الأحقاد والحرب قد غدا مهمته الأولى.وقد واجه حسين تحديه الأكثر جسامة بعد عام 1967م عندما تمكنت إسرائيل من احتلال القدس الشرقية والضفة الغربية التي كانت فيما سبق تحت لواء حكومه.وقد بدأت المشاكل الصحية تداهم العاهل الأردني البالغ من العمر 63 عاماً منذ عام 1992م بعد أزمة الخليج مباشرة وفي أوج شعبيته في الأردن.
وفي العام ذاته استقبل حسين استقبال الأبطال فور عودته للوطن من عيادة مايو كلينيك بالولايات المتحدة بعد أن أجريت له عملية جراحية ناجحة لاستئصال ورم سرطاني تم على أساسها استئصال كليته اليسرى.
ولم تكن تلك هي آخر المتاعب الصحية التي يتعرض لها العاهل الأردني، ففي نوفمبر 1997م تم استئصال ورم في الغدد الليمفاوية للملك.
|