بمرور السنوات يتقدم العمر بالإنسان فيترهل جلد وجهه ورقبته وتظهر التجاعيد حول عينيه وتتحول الخطوط الدقيقة على جبهته إلى ما يشبه التجاعيد العميقة وترتخي خطوط فكيه وتتجمع بخاصة تحت الذقن وتظهر آثار الشيخوخة حول رقبته!
ومن المؤكد أن هناك أسباباً عدة لذلك من أهمها العوامل الوراثية، والعادات الشخصية، والتعرض لأشعة الشمس، فضلاً عن الجاذبية الأرضية التي تشد جلد بشرة الجسم إلى الأسفل فتعمل على تسريع شيخوخة الوجه! ولأن الوجه هو أبرز معالم الجسم، فإن هناك ميلاً فطرياً لدى كثير من الناس - بخاصة المرأة - لطلب عمليات تجميل وتحسين الشكل.
* لكن إلى أي مدى تسهم عملية شد الوجه في تجميله وإعطائه شكلاً أفضل؟
دعونا نوضح في البداية أنه، ومثل أي عملية تجميل أخرى، فإن الصحة العامة الجيدة للمرء والتوقعات المعقولة من مثل هذه العمليات تعتبر بشكل عام شروطاً أساسية ومسبقة لنجاح أي عملية جراحية. ومن المهم كذلك فهم حدود العملية اضافة إلى التمتع بحالة نفسية جيدة ومستقرة، مع مراعاة عدم وضع مثل أعلى في الذهن للتشبه به، وبدلاً من ذلك يكون الهدف هو تحسين الشكل العام للوجه. وهناك أمور يجب الاحاطة بها قبل اجراء العملية مثل نوع الجلد، والخلفية العرقية، وليونة الجلد، والقدرة الشخصية لالتئام الجروح، والتركيبة الأساسية للعظام، اضافة إلى الأمور النفسية مثل تحديد النتائج الواقعية والمعقولة.
تجدر الاشارة إلى أن هذه العملية قد تجري لأشخاص في الثلاثينيات كما أنها تجري لأشخاص في الثمانينيات.
لكننا نؤكد أن هذه العملية لا يمكنها تجميد الشيخوخة ولا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وإنما اضفاء نظرة صحية على الوجه واظهاره بأفضل ما يمكن وإعطائه شكلاً أكثر شباباً، ومن بين فوائده هذه العملية لدى العديد من الأشخاص أنها تجعلهم أكثر ثقة بالنفس.
إجراءات لا بد منها
قبل بدء العملية يجب مناقشة الجراح حول ما إذا كان سيتم اتخاذ اجراءات أخرى مصاحبة للعملية مثل الذقن أو الرقبة، ففي حال وجود عيوب مختلفة في الشكل فقد يكون اجراء أكثر من جراحة أمراً ضرورياً للحصول على نتائج أفضل.
ولا شك أن اختيار الجراح المؤهل هو أهم جزئية.
وعادة ما يقوم الجراح خلال الاستشارة الأولية بالكشف عن أعضاء الوجه، وطبيعة الجلد ولونه وليونته، وسيطلب الطبيب التقاط صور فوتوغرافية لمقارنتها في مرحلة المتابعة، مع شرح المضاعفات المحتملة بناء على الحالة الصحية لكل شخص على حدة بخاصة أولئك الذين يعانون من مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم، أو السكري، أو سيولة الدم وكذلك الأمر بالنسبة للمدخنين. وخلال الكشف سيقيم الجراح الحالة الصحية العامة والنفسية للمريض.
ولأن نتيجة الجراحة ترتبط بالتوقعات المنطقية، سيتم شرح هذه التوقعات بالتفصيل لكي يعرف المريض حدود العملية وامكانياتها، بحيث لا تكون توقعاته أكبر مما هي في الواقع.
ولهذه الأسباب مجتمعة، فإن قرار اجراء العملية يجب أن يتم اتخاذه من قبل شخصين: الجراح والمريض، وسيقوم الجراح بشرح تقنية العملية، والتخدير، والمستشفى، ومرحلة ما بعد الجراحة، والمضاعفات المحتملة وما إلى ذلك.
وإلى غرفة العمليات
يبدأ الجراح بعمل شق جراحي على حدود شعر الرأس عند الجانبين أمام الأذن وحولها. بعدها يتم رفع الجلد وشده للخارج لكي يعيد الجراح شد وتثبيت العضلات والأنسجة تحته، وقد يزال بعض الدهون والجلد الزائد.
وبالنسبة للشق فيحرص الجراح على أن يتم التئامه داخل الثنايا والطيات الطبيعية في الوجه لكي لا تظهر الندوب في مرحلة لاحقة. بعد ذلك يغلق الشق الجراحي بخيوط رفيعة أو دبابيس معدنية حتى لا يتم حلق الشعر في الشق نفسه. وقد تستغرق هذه العملية ما بين ساعتين إلى أربع ساعات، ويفضل أكثر الجراحين اجراءها تحت التخدير العام حتى يتم العمل بشكل مريح للمريض والجراح. وفي النهاية يضع الجراح ضماداً لحماية الجرح والحفاظ على نظافته.
وبعد العملية يقوم الطبيب بإعطاء مسكنات للألم للمريض الذي يحتاج لذلك، وقد يطلب الجراح من المريض وضع كمادات باردة لتخفيف الورم، ويتم ازالة المضاد بعد يومين أو ثلاثة، ويفضل إبقاء رأس المريض، مرتفعاً عند النوم والراحة قدر الإمكان اضافة إلى إحاطة الجراح بأي أمر طارئ قد يحدث.
قد يوضع أنبوب رفيع لسحب السوائل من منطقة الجراحة خلال العملية ويتم رفعه خلال يوم أو يومين في العادة وتزال الخيوط أو الدبابيس خلال 5 إلى 10 أيام بعد العملية، ويجب خلالها تجنب النشاط البدني الشديد ووضع ترتيبات العناية داخل المنزل مسبقاً.
وتستغرق فترة النقاهة من أسبوعين إلى ثلاثة تقريباً، وأكثر المرضى يعودون للعمل خلال أسبوعين، وتكون الندوب غير ظاهرة داخل ثنايا الجلد.
ومن المفترض أن تساعد هذه العملية في تصحيح بعض عيوب الشكل والتخلص من بعض مظاهر الشيخوخة المبكرة في الوجه والتي قد تؤثر على ثقة المرء بنفسه، وبدلاً من ذلك تدعيم هذه الثقة وتغيير النظرة للذات بحيث تكون ايجابية.
|