أتى نجاح موسم حج هذا العام 1424هـ ليدلل ويؤكد على أن بلادنا ولله الحمد قادرة على إنجاز ما وعدت به من خدمة الحاج وتهيئة كافة السبل الصحية والأمنية والخدمية لأجله على مر السنين, ومن حسن إلىأحسن تمضي هذه الدولة وفق توجيهات قيادتها الحكيمة وسواعد ابنائها المخلصين الذين أتوا من مختلف مدن ومناطق المملكة وعلى أعلى المستويات ؛حيث القيادات العليا كانت هناك وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو نائبهما, ومن بعدهم من الوزراء والوكلاء ومن تحتهم وكل ذلك من أجل أن يتسنى للحجاج أداء نسكهم بكل يسر وسهولة ,ويأتي حج هذا العام مختلفاً من حيث الظروف الداخلية والخارجية التي تحيط بنا وكانت مخاوف العديد من الناس كثيرة من حصول أعمال تخريبية وانتشار بعض الأوبئة التي عصفت بالعالم مؤخراً ,واستغلال الموسم العظيم كنقطة ضعف لهذه البلاد ومدعاة شر تحاك ضدها ,إلا أن الاستعدادات الأمنية والصحية وغيرها مما حظي بها الحجاج كانت كافية للجم بعض الأفواه المغرضة والأبواق الهدامة ,وأوصدت الأبواب وبكل قوة أمامهم ,وبددت تلك المخاوف وتركت الحجاج الذين تشرفت بلادنا بسواعد ابنائها بخدمتهم يترجمون الأفعال إلى أقوال, وكم سررنا ونحن نشاهد الحجاج يلهجون بالدعاء لقيادة هذه البلاد على ما أولوه من حسن الرعاية والاهتمام وتوفير كافة الخدمات لهم , ولا أريد أن أزيد على ما قاله سمو وزير الداخلية ونقلته وسائل الإعلام :(إن ما حدث في الجمرات هو قضاء وقدر) وذلك هو عين الصواب حيث إنه ليس له علاقة لا من بعيد ولا قريب بالتنظيم وتنسيق الخدمات بل من الحجاج أنفسهم وليس كما يزعم العديد من المزايدين على منهج دولتنا في إدارة تنظيم شؤون الحج والحجاج كل عام ومع ذلك لا يعتبر شيئأ كبيرا ما حدث بهذا العدد أمام عدد الحجاج الآخرين وبسرعة التصرف وتدخل الجهات السريع لمنع المزيد بالرغم من أنه مؤسف ومحزن ولكن عزاءنا فيهم أنهم ماتوا وهم محرمون وسيبعثون محرمين إن شاء الله ومن حسن الطالع وكما هو متوقع مسارعة الجهات المختصة لدراسة الموضوع والسعي من أجل تفادي مثل ذلك في الأعوام القادمة إن شاء الله تعالى, وقبل ذلك صدور الأمر الملكي الكريم بإنشاء هيئة عليا لتطوير المدينتين المقدستين مما يدلل على الاهتمام المطلق من قبل المملكة العربية السعودية بالحجاج والمعتمرين ولا ينكر جهودها في ذلك إلا جاحد ومكابر متنكر لأفضال هذه البلاد بعد توفيق الله عز وجل على ضيوف الرحمن .
أعود فأقول شكراً حكومة خادم الحرمين الشريفين على ما قدمتِ وتقدّمين لحجاج بيت الله الحرام ,وشكراً لكل من سعى لأن يكون نجاح حج هذا العام وسام شرف مرصع من ذهب يطبع على جبين هذه البلاد شاء من شاء وأبى من أبى, وأسأل الله تعالى أن يحفظ لهذه البلاد أمنها وإيمانها وابناءها من كيد الكائدين وشرور المعتدين.
منصور نايف الحربي /بريدة
|