جريدتنا الجزيرة لم تعلن عن جائزة أو كأس بطولة - وإن كنت أتمنى ذلك - يركض إليهما المتنافسون ليصلوا إلى خط النهاية ويكملوا المشوار لكنها أنشأت مضماراً وجهزت ميداناً وأطلقت البداية.. امتلأ الميدان وضاق الطريق وتزاحم الجميع.. كل يريد أن يصل إلى خط النهاية يفوز بجائزة السباق.
هكذا حال الجزيرة مع كتابها وقرائها يومياً حروف ملتهبة وخطوط هاتف محتمية وفاكس يتوجع منهك وصفحات مثقلة ممتلئة.. سباق مشتد.. يؤكد الإنسان فيه نفسه ويثبت وجوده ويبرز إبداعه وجمال قلمه ومتعة أسلوبه من داخل المضمار ومن بين هذا الزحام.
السوق تكاد تختنق من شدة زحام الصحف والمجلات التي تحاول وتسابق في عرضها وطرحها أن تكسب المتلقي لكن بعضها خسره.. وطريقة معينة وفكر معين فالجريدة أو المجلة منذ أن تطبع وهي تحمل رأياً واحداً وكاتباً واحداً وفكراً واحداً تعطى وتنشر لقارئ واحد.. تخسر قراء تزعج شريحة من الناس تفتقد لاحترام المجتمع وقبول الناس.. هذا لا يهم وقد لا يمر في حسبانها بل في تصورها أنها واسعة الانتشار وأنها مفتوحة للقراء ومبسوطة للحوار وأنها ديمقراطية الطرح متحضرة العرض لكنها في الحقيقة.. ازعجت القارىء فلم تحترم فكره وتراعي ثقافته ومستوى ذوقه بل همشته وعزلت مشاركاته في منطقة نائية قد لا يستطيع رصدها المجهر الدقيق!!! وهي قد تعقد المجالس والندوات وتكثر من الاجتماعات ومحاور النقاش ترتكز حول كسب القارىء وسرعة الانتشار وهذا تناقض واضطراب عجيب.. فكيف يكون همي كسب المتلقي وأنا لم أدرس نفسيته ومستوى ثقافته واحترم معتقده وذوقه والفكر والثقافة التي ينطلق منها.. ما أظن أحداً يخالفني الرأي بأن المتلقي هو منطقة الازدهار والرواج ومصدر الحياة وأيضا البقاء لكل صحيفة أو مجلة.. فمتى ما عرفته وتأدبت معه في الحوار كسبته ومتى ما جرحته وهزأت به وبمعتقده وهمشت رأيه خسرته وجعلته في الاتجاه المعاكس المعادي لك..
وحتى لا يأخذنا الكلام ويبعد بنا الطريق.. نعود للبداية لجريدتنا الجزيرة التي في تصوري أنها أحسنت التعامل مع جماهير القراء وتعقلنت ونوعت في الطرح والعرض.. الجزيرة فهمت القارىء واحترمت ذوقه وفكره وثقافته وراعت شعوره.. الجزيرة لم تحصر الكتابة على فئة معينة وبأعمدة مكررة تزعج القارىء بهم كل يوم بل بسطت صفحاتها وأشرعت أبوابها لمشاركات الجميع.. الباحث والمفكر والكاتب والقارىء البسيط الكل يدلي برأيه ويعرض فكرته فالجميع داخل المضمار والجميع في سباق يظفر به الجميع ويستأنس به الجميع.. لأن الجزيرة للجميع.
خالد عبدالعزيز الحمادا/ثانوية الأمير عبدالإله /بريدة |