إن انتشار الظواهر الاجتماعية في عصرنا الحاضر ليس مستغرباً على أي مجتمع كان باستثناء المجتمع الإسلامي الذي يفترض ان تختفي فيه الكثير من هذه الظواهر ولكن قد يكون الانفتاح العالمي الذي تعددت صوره ومسائله سببا في ذلك وتتفاوت هذه الظواهر في مجتمعنا الإسلامي من بلد إلى آخر، البعض منها لأسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو تربوية ومن هذه الظواهر (ظاهرة التفحيط) التي نشاهدها بين بعض الشباب في مجتمعنا السعودي والتي اصبحت أفتك من الأسلحة التي تستخدم في الحروب وقد وصل الاستهتار عند البعض مزاولتها أمام رجال الدوريات والمرور الذين يقفون في بعض الأحيان موقفا سلبيا في مواجهتها والاكتفاء بأخذ رقم السيارة خوفا من أن يترتب على ذلك أزهاق أرواح آخرين عند مطاردتهم وقد عشت بعض صور التفحيط بنفسي في احد أحياء مدينة الرياض عندما هممت بالخروج من منزلي متجها أنا وبعض أفراد أسرتي إلى سيارتي الخاصة وكانت المفاجأة رتل من عشرات السيارات يقودها بعض الشباب المستهترين يتمايلون بها يميناً وشمالاً، وخوفاً على سلامتنا عدت أنا وأفراد أسرتي الى المنزل وعلى الفور اتصلت بالدوريات الأمنية الذين وجهوني بالاتصال على دوريات المرور وبعد مضي ربع ساعة أتت وقد انصرف هؤلاء المفحطين، وهنا أتساءل هل هذه الظاهرة مستعصية لا تجد حلولا؟.. لا أعتقد ذلك حيث إنه يوجد حلول عاجلة وآجلة والخصها فيما يلي:
الحلول العاجلة
1 تواجد رجال الأمن بسيارات مدينة للتمويه على هؤلاء المفحطين وتفويت الفرصة عليهم قبل الشروع في التفحيط حيث إننا تعودنا منهم التريث في الانطلاق ويسبق ذلك تجمعهم ورسم خطة انطلاقهم.
2 عندما يتم القبض على هؤلاء المفحطين وحجز السيارة لمدة شهر وسحب رخصة القيادة منهم وسجنهم لمدة أسبوع وفي حالة تكرار ذلك يحولون إلى المحكمة الشرعية لتسجل عليهم سابقة (لمحاولتهم قتل النفس الآمنة).
3 استدعاء ولي امره للقيام بكفالة ابنه وعدم تكرار ذلك.
4 القبض على المتجمهرين الذين يشاهدون الممارسات التفحيطية واخذ عليه تعهد بعدم تكرار ذلك لأن هذا العمل يعتبر تشجيعاً لهم على الاستمراء في مزاولة هذه العادة السيئة.
الحلول الآجلة
1 تكثيف برامج التوعية المرورية وإدخالها في مادة التعليم كمادة تربوية.
2 تكثيف برامج السلامة المرورية من خلال وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمشاهد.
3 وضع جوائز تشجيعية موجهة للشباب الذين يتقيدون بالسلامة المرورية وإقامة حفل لتكريمهم يحضره كبار المسؤولين.
4 السماح للقطاع الخاص بإنشاء أندية يتم فيها مزاولة سباق السيارات وما يسمى بالتطعيس وقف شروط السلامة المرورية المعتبرة.
5 تفعيل البحث العلمي في الجامعات المعالجة ظاهرة التفحيط بين الشباب من خلال دراسات ميدانية توزع فيها استبانات في المدارس والأماكن العامة والأندية لمعرفة آرائهم وأسباب مزاولتهم لهذه العادة السيئة.
|