بينما تستعر المواجهات في العراق بين قوات الاحتلال والمقاومة، فإن جبهات أخرى للحرب انفتحت في كل من بريطانيا والولايات المتحدة، و هناك ضحايا أيضا، فخبير الأسلحة ديفيد كيلي الذي انتحر قبل سبعة أشهر هو أحد الضحايا ويبدو أن القائمة ستطول، وإن كان بغير الموت، فقد رأينا استقالة الرؤوس الكبيرة في هيئة الإذاعة البريطانية بعد تقرير برأ رئيس الحكومة البريطانية ومساعديه، لكن الرئاسة البريطانية ومعها الأمريكية، تخوضان معركة شرسة لإثبات صدقية دوافعهما لخوض الحرب في العراق.
وعلى الرغم من التشكيك في أسباب خوض هذه الحرب فلا تزال الحرب دائرة، وبينما تنحسر صدقية المعلومات المتعلقة بأسلحة العراق، إذْ يقر الخبراء بأنه من الصعب إثبات أن هناك أسلحة من ذلك النوع الذي بررت به الإداراتان الأمريكية والبريطانية شن هذه الحرب، فإن الحرب لا تزال تحصد أرواح الكثيرين يومياً.
فهل نحن أمام حرب عبثية تداعت وانهارت أسبابها وانتفت مبرراتها؟!
وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا لا يكون هناك قرار شجاع لوقف سفك الدماء؟!
ربما تصبح هذه الأسئلة معقولة إذا كان الأمر يدور حول أسلحة الدمار الشامل لكن الوقائع على الأرض ربما تشير إلى أسباب أخرى وراء هذه الحرب، وأن الحديث عن أسلحة الدمار كان مجرد غطاء لأسباب أخرى بينها بصفة خاصة الرغبة القوية في الهيمنة على المنطقة، ودعم إسرائيل من خلال التواجد العسكري المكثف في العراق.
وإلى أن تجد الإدارتان الأمريكية والبريطانية ما يبرر مواقفهما نشير إلى أن هناك أكثر من سبب لإنهاء هذه الحرب، وربما يكون السبيل إلى ذلك صعبا، ومع ذلك فإن نقل السلطة إلى العراقيين واتخاذ خطوات ملموسة في ذلك الاتجاه قد تعمل على التهدئة، وستوقف سفك الدماء، وتقلل من خسائر هذه الحرب التي تفقد مبررات اندلاعها يوما بعد الآخر، لكنها تكتسب أسبابا قوية لإنهائها.
|