تمكنت وزارة الصحة من التعامل السريع مع ضحايا ومصابي حادثة منى الأخيرة الذين بلغ عددهم 495 حاجاً نتيجة للتزاحم الشديد عند جمرة العقبة وقد كان لغرفة عمليات طوارئ الصحة في الحج التي تعد احدى المرافق الحيوية في الحج دور كبير في حركة سيارات الإسعاف في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة لنقل الحالات الحرجة في تلك الحادثة الى مختلف المنشآت الصحية المناسبة في مختلف أنحاء المشاعر ومكة المكرمة وجدة لعلاجها، وتتخذ هذه الغرفة من مستشفى منى العام مقراً لها.
وقد ألقى مساعد رئيس هذه الغرفة الدكتور عبدالحفيظ معروف تركستاني بعض الأضواء على هذه الغرفة ومهامها الحيوية في مجال تسهيل تحرك الحالات الطارئة والحرجة في حالات الحوادث والكوارث، فقال بأن هذه الغرفة قد أنشئت قبل ثلاث سنوات بعد ظهور حاجة ماسة لترتيب أكثر فعالية لتنظيم حركة الحالات الطارئة والحرجة في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، ومنذ ذلك الحين وهذه الغرفة تتطور من أحسن إلى أحسن بفضل الدعم المقدم لها من قبل مختلف المسؤولين بالوزارة وعلى رأسهم معالي الوزير حمد بن عبدالله المانع والمسؤولين في الوزارة، وكذلك الدعم المقدم من مدير الشؤون الصحية بمكة المكرمة الدكتور عثمان ميمني الذي ينوب عن رئيس الغرفة فبفضل ذلك أمكن توسيع قاعدة عضوية مجلس قيادة غرفة الطوارئ بحيث صار يضم مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة ومدير عام المستشفيات ومدير عام التموين الطبي ومدير الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة مما يحسن من اتخاذ القرارات والأداء بشكل أفضل.
كما أمكن تزويد الغرفة بنقاط كمبيوترية تتيح تجميع أحدث المعلومات عن وضع الاشغال في مستشفيات مكة المكرمة والمشاعر من حيث دخول وخروج الحالات, وكذلك تزويد الغرفة بأجهزة سلكية ولاسلكية متطورة مما يحسن القدرة الاتصالية مع مختلف القيادات والفرق الصحية الميدانية.
وذكر الدكتور تركستاني بأن من أهم مهام الغرفة اتخاذ القرارات الخاصة بتوجيه الحالات في عمليات الإخلاء الطبي والتدخل لحل المشكلات المتعلقة بالإخلاء الطبي ومساعدة المستشفيات في حل أي مشاكل تتعلق بالتعامل مع الحالات الطبية المخلاة.
وأوضح أن عمل الغرفة له صلة وثيقة بعمل القادة الميدانيين لفرق الإسعاف التابعة لوزارة الصحة وكذلك القادة الميدانية لفرق الدفاع المدني في حالة وقوع أي حوادث أو كوارث حيث تقوم تلك الفرق في البداية بفرز حالات المصابين حسب درجة خطورتها وفقاً للتصنيفات المتعارف عليها وهي الحالات الحمراء والحالات حسب وضع الاشغال في مختلف المستشفيات العشرين بمكة المكرمة والمشاعر التي تخدم الحجيج هذا العام، فيتم أولاً توجيه الحالات الحمراء الى المستشفيات التخصصية أو المستشفيات العامة التي لديها القدرة لاستقبال مثل هذه الحالات.
ثم يتم توجيه الحالات الصفراء للمستشفيات العامة، ثم يتم علاج الحالات الخضراء في الموقع أو تحويلها الى العيادات الخارجية في المستشفيات المختلفة، وأشار الدكتور تركستاني بأن لدى الغرفة نظام معلومات دقيق وفوري عن أوضاع اشغال أسرة المستشفيات في الأماكن المقدسة في مكة المكرمة والمشاعر بشكل عام ووضع اشغال الأسرة في كل مستشفى على حدة. وبناء على هذه المعلومات والعمل المستمر في الغرفة على مدار الأربع والعشرين ساعة يتم توجيه مختلف أنواع حالات الإصابات في الحوادث والكوارث بكل كفاءة واقتدار.. كما أن للغرفة دوراً مهماً كبيراً في حسن توجيه وتسهيل نقل الحالات الحرجة والطارئة بين مستشفيات الأماكن المقدسة مما يساعد على التعامل الفعال مع الحالات وعمل اللازم لها في وقت قياسي حفاظاً على أقصى قدر من السلامة لضيوف الرحمن.
|