تبعثرني هذه المدينة..
تنثرني أشلاءً
على حواف الطرقات
القديمة..
تجعلني استل من ذاكرتي خنجراً
ألاحق به كل محاولات
النسيان التي تتراءى
لي في نهايات الأشياء..
** تعبث بي
نخلات المدينة..
أعشابها..
أحزانها..
تزرعني مثل شتلة
ذابلة ليس بوسعها
أن تموت..
ليس بوسعها أن
تستطيل..
تبقى هكذا..
بين.. بين..
غير قادرة على الموت أو الحياة..
** كل المدن تسافر في دمي..
أنا كائن مسكون
بحمى المدن
تعبرني.. تنفث بروائحها تجاهي
فأكون نسغاً منها
تستوطنني المدن
بأهازيجها
بأغنياتها الخفية..
بأنفاس أهلها وهم
يقبلون على الحياة
بنهم لا يبارى..
** اقتلع المدن من أظافري..
واحدة.. تلو الأخرى..
وتبقى هي..
مدينة مزروعة
تحت لحم الأظافر..
مهما قلّمت.. مهما قضمت..
ومهما أطلت الأظافر..
ومهما طليتها بكل ألوان
الطيف..
تبقى هي.. بلونها..برائحتها..
تبعثرني..
تنثرني أشلاء..
ثم تعود تلملمني.. تبعثرني..
مرات.. ومرات..
أستل من ذاكرتي..
خنجراً ألاحق به مدينة هي كالهواء..
تستنشق فقط..
تستعذب فقط..
فأدرك أنني عبثاً أطارد الهواء!!
|