* تحقيق - عبدالرحمن إدريس:
** هذه العودة للدراسة في النصف الثاني لم تختلف في التهيئة الاستعدادية بالشكليات، وارتباط موروث في طبيعة النقلة الزمنية التي تتجاوب معها إيقاعات حركة المجتمع دائرا في محيط تعداده خمسة ملايين من الدارسين..
** أيام قليلة بعد انتهاء إجازة عيد الأضحى هي واحدة من أهم الأسباب في حدوث ربكة الأسواق وازدحامها، وذلك لأن ظروفاً مشتركة كانت تتزامن والسفر الداخلي للسياحة والحج والتنقلات، فيما بين المناطق داخل الوطن، وهو الأمر الذي يلفت الانتباه بالزيادة الحركية على خارطة الطرق البرية وحجوزات السفر مقارنة بمواسم مماثلة في قضاء العطلة في الخارج.
** حالة الطقس في جميع أرجاء الوطن كانت أيضاً من عوامل هذا الإغراء الايجابي..
وبالرغم من ذلك يأتي هاجس العودة للدراسة بالوتيرة نفسها التي تعني في جميع أبعادها الدوران في إطار اهتمام لاهث استعداداً بالمشتريات، وقد تعني في أغلب الحالات النظرة المحدودة بالشكليات من أدوات قرطاسية وملابس وأزياء مدرسية للبنات، واختيارات للشتوية توقعا واحتمالا لبرودة الطقس.
** وهكذا تتحكم الاعتيادية في استقبال الموسم بانتعاش الأسواق والازدحام الذي يحاول فيه الكثيرون توفير المستلزمات خلال مدة قياسية قصيرة لم تتجاوز نهاية الأسبوع قبل السادس عشر (السبت) من شهر ذي الحجة الحالي.
** لماذا تتكرر مثل هذه الظاهرة، فلا يستيقظ الإحساس مسبقا بضرورة تأمين الاحتياجات المدرسية؟
** وما هي النتائج المتوقعة في ظل عوامل منها ضيق الوقت والأهم من ذلك الحالة الاقتصادية لمتوسطي الدخل، ومن هم أقل في الإمكانات وإحراجات ميزانية أولياء الأمور بعد إنفاق عشوائي خلال الإجازة، ومعرفة بكيفية التعامل مع الدخل، وتلك إضافة أخرى للاضطراب السائد في مواجهة مثل هذه الأزمات..
** وقد يناسب القضية المطروحة: مناقشة تأثير الاهتمام بالشكليات، وهو الواقع في تفكير أولياء الأمور من آباء وأمهات وطلبة وطالبات.. هذا التركيز الذي يؤدي إلى اهتمام أقل بالدراسة، أو يضعف الالتفات إليها بالمستوى الحافزي في قناعات الفهم، ومن ثم توجيه الأبناء والبنات نحو مضامين الدراسة والتحصيل والتهنئة النفسية التي من شأنها نقل التفكير إلى مرحلة لها الجدوى بطبيعة الحال في الوعي المطلوب..
** يظل السؤال المتكرر مصاحبا للموسم الدراسي عن تلك الوسائل التي يمكن من خلالها الاستفادة من هذه الظاهرة الشرائية المحببة وسعادة الطلبة والطالبات بها لتكون مدخلاً إلى اندفاع مماثل نحو القراءة والدراسة..
** وقناعة من أولياء الأمور بالجدوى من التشجيع على العلم بنفس المستوى الذي يشعرون فيه بواجب تأمين اللوازم والاحتياجات المساعدة، وهي الشكليات التي نحتاجها شموعا تضيء الطريق..
** لعلها مسؤولية أكثر صعوبة إلا أن نتائجها والتطلع إلى التحصيل بفتح العقول هو ما نسعى إليه..
** هو إحساس يتجدد وأضواء تنعكس في النفس، فالطالب والطالبة مع هذا الفرح يستيقظ لديهم الماضي في الذاكرة، ولا يمكن نسيانه بسهولة..
** ويتحدث بعض أولياء الأمور عن ذلك بأنهم مدركون لهذه المسألة لأنهم يتذكرون طفولتهم ويحرصون على ليلة التسوق في المكتبات ومحلات بيع الأدوات المدرسية، فلا يختلف الأمر لديهم عن ادخال السعادة للأبناء والبنات.
انبهار بالزمن الطارئ
** وجهات النظر في أماكن تجوالنا خلال الأيام الماضية اتفقت تماماً مع هذه الرؤية واعتياد نمط الاستعداد للدراسة عبر بوابة (الشكليات) من أدوات مدرسية وحقائب ملونة مختلفة الأشكال والأحجام والنوعيات، فلم تعد حقيبة عادية لحمل الكتب والدفاتر تكفي، حيث أصبح لا فكاك من الإضافات الجديدة التي توفرها الصناعات الحديثة للحقائب بالعجلات وإمكانية طيها للجلوس عليها كالمقاعد المتحركة في حالات الانتظار!!
** والأقلام التي يصعب حصر مزاياها (المزركشة)، وكذلك الدفاتر وبقية الأدوات التي تفنن الصانع في تقديمها بقوة الإغراء للأطفال وبألوان مدروسة بعناية دخلت عنصرا لابد من التهيؤ له، واشباع رغبات الأبناء في الحصول عليه.
** (الجزيرة) استطلعت الآراء في موسمية العودة للدراسة من جميع الجوانب وكان المحور الآخر انعكاس الشكليات وتأثيرها في الاستعداد على حسب التعلم والتفاعل مع المناهج المقروءة من خلال القراءة.. هنالك من افترض وجود ظاهرة كراهية الكتاب المدرسي والاستشهاد بما يحدث في نهاية كل فصل بإهدار الكتب وتمزيقها.
وتداخلت الآراء بمنافسة وإقبال على القراءة الإلكترونية في ايجاد دوافع نفسية كهذه.
عدد من التربويين يرفضون التسليم بالمقولة باعتبار مجال الإلكترونيات من إنترنت وكمبيوتر وألعاب الكترونية شأن حديث عهد، وهي السلوكيات التي لا يمكن تعميمها مع الاعتراف بعدم تجاوب المناهج في كليتها ومتغيرات العصر وهو العامل الأساسي في العزوف عن القراءة بشكل عام كمصدر للمعرفة والثقافة بما أصبح يثير القلق، ويرتبط بأسئلة لا نهاية لها..
** يقول الأستاذ (فايز الشهري) موضحاً: إن العلاقة بالإنترنت كمثال قد تعني مليون متصفح للشبكة الالكترونية، ولكنها وصلت بالنسبة الأكبر من هذا العدد إلى نوع من المعارف السطحية بل والترفيه المرئي العبثي، فهل يؤكد هذا (الوهن) مقارنة مقبولة بين قراءة وقراءة؟
يضيف: نعرف أبعاد هذه الحقيقة في كونها مؤثراً سلبيا، كما نحتاج إلى الوقت والمزيد من الدراسات والبحوث التي تناقشها كظاهرة بمستوى كبير من الشفافية، والآمال معقودة على وجود الاهتمام بهذه الناحية، وخاصة ان مادة الحاسب الآلي مقررة الآن في المدارس، ولا يمنع القول الاحتياج إلى تقريب المسافات واختصار الطرق للوصول إلى ما هو مناسب لتكون اللغة الالكترونية متساوية فهما وإدراكا بأهميتها مع الكتاب للحصول على المعرفة والثقافة بعيدا عن الازدواجية في إعطاء أي من مصادر العلم تفضيلا وتقديماً، فقد يكون هذا مؤديا إلى أخطاء مترسبة، أو تنشأ في ظروف المستجدات المعاصرة، كما هو الشأن مع عالم الالكترونيات.
تخفيف الأوزان الثقيلة
** لقد جاء هذا التحقيق متوافقاً مع البحث في الدوافع المؤدية إلى سلبية التعامل مع الكتاب المدرسي، وتنجح مجموعة من الأفكار هنا في مقترحات تفترض الحلول المناسبة لإعادة الاعتبار وإحياء قيمة الكتاب تأكيداً على أهميته كأساس للمعرفة والثقافة والعلم في بداية هذا الفصل الدراسي.
اتجاهات الرأي، وفي قناعة واضحة ناقشت الموضوع باتفاق على هذه الأهمية للقراءة في المرحلة الدراسية، وطرق الترغيب فيها بعد أن وصل الحال إلى حد القلق.. وان كان ذلك لا يتعارض مع كل الأفكار والمقترحات المطالبة بالإلمام بمصادر المعرفة منهجيا عن طريق الكمبيوتر..
** عدد من التربويين يعتقدون أن تجزئة المقررات المدرسية كانت من الحلول الأفضل.. فهي إنقاص من وزن الورق، وقد يظهر الوصول إلى قناعة غير مباشرة بسهولة المناهج وقدرة الاستيعاب في الزمن المقرر لكل فصل دراسي.
التوضيح حول ذلك يفيد بأن السنوات الأخيرة نجحت في تقليص مستوى العداوة بين الدارسين والكتاب! ونصف الكتاب فلم تعد النظرة إليه كحمل ثقيل..
** الفئة الأخرى في عدم الارتياح لمقررات منفصلة ترى التجزئة سلبية لأنها ساعدت على ضياع فرص الاستفادة كمراجعة لمادة واحدة، ولا يمكن من وجهة نظر كهذه ربط المعلومات على الرغم من أهميتها في الزمن الدراسي أو لترسيخ المعلوماتية..
الدور المؤقت والمحدد
** (منير سالم الحماد) معلم..
كان في مشاركته ينظر إلى القراءة كملكة قابلة للنمو، وأن تكون عادة ملازمة للإنسان وهواية مدفوعة بالحب إذا وجدت الظروف المناسبة، لهذا النمو في مناخ تربوي تعليمي مدرك لدوره تجاه الدارسين..
ولا يوافق (الحماد) وصف العزوف عن القراءة ب(الظاهرة).. لأنها لم تصل للانتشار الكبير، فمن الملاحظ استثناء الطالبات من كراهية كتب المقررات وهناك المتفوقون من الطلبة الذين ينشأون بتربية سوية بإشراف الأسرة، وما أكثرهم في مجتمعنا وبالتالي فهي نسبية..
** (مبارك عبدالمجيد الصلهمي) معلم، يوافق بأنها (ظاهرة) محدودة ونسبية ولكنه ينقلها إلى مجال آخر للمناقشة فيقول :إن الاستفادة من كتب المقررات الدراسية في الأعوام الأخيرة محدودة لأنها زادت إلى الضعف.. كيف؟!
التوضيح يأخذ في الاعتبار عدد الكتب للفصل الدراسي الأول (معظم المواد) التي تلغى تماماً مع ظهور نتائج الاختبار، ثم يأتي الفصل الدراسي الثاني، ولكل تلك المواد في المنهج كتب جديدة بمعنى ان الطالب يدرس كتابين ومنهجين في عام دراسي واحد..
يواصل (الصلهمي) توضيح وجهة نظره فيقول: يمكن أن نفترض حسن النوايا فلا نقول :إن الطلبة يمزقون الكتب وينتقمون منها بعد كل اختبار نصفي.. ذلك لن يفيد بانتهاء مشكلة الإهدار، فهذه الكتب تكون منتهية الصلاحية بعد الاختبارات بشكل تلقائي والنتيجة واحدة إذاً.. والاقتراح المناسب هو العودة إلى كتاب واحد طوال العام الدراسي، ثم البحث عن إمكانية الاستفادة منه في سنوات قريبة قادمة قبل إدراج تحسينات وتطوير جوهري في المقرر، ولضمان المحافظة عليه فلن تعدم وزارة المعارف الوسيلة لذلك، كما ان تداوله كل سنتين أو ثلاث تخفيف من التكلفة الباهظة لارتفاع أسعار الورق وغيره من الانفاق القابل للترشيد.
استيعاب الممكن
** الرؤى تتسع على امتداد هذه الرقعة الذي يعني حالة التكرار ب(إهدار) الكتب وعدائية مقنعة للمناهج ساعدت على العزوف عن القراءة في انتظار العبور على جسور التعليم.. لقاءات أخرى تتنفس الكلام.
** المعلمة (البندري. م) تشير إلى ضرورة معالجة أخطاء التطبيق في الأداء التربوي تعليماً لتأسيس علاقة أفضل مع الكتاب المدروس فالقراءة مفتاح العلم التي يوجه ادعاء بوجود بدائل لها في الاتصاليات الحديثة.
والكتاب يظل الأقوى في ترسيخ المعلومات، وبناء الثقافة وزيادة فضيلة المعرفة، إضافة إلى التسليم من وجهة نظرها - لكن بوجود علاقة غير شرعية بالقراءة الإلكترونية، فهي لدى الأغلبية بحث عن الترفيه وإهدار الوقت في التسلية وما يؤدي إليه ذلك من تسطيح في العقول..
** (ريماء عبدالرحمن) تحدثت عن ضرورة الالتفات للمشكلة في مراحل الدراسة الأولى وتعيدنا إلى ما ينطبق عليه المثل الحكيم: (التعليم في الصغر كالنقش في الحجر) وتراه مناسباً لهذه الوقفة أخذا بالمعنى البليغ، فهي قاعدة تربوية مهمة، ذلك لأن ترسيخ المعلومات مبكرا يبقى طويلا، ومن ثم فإن التعويد على القراءة في الصغر يعطي الإنسان القدرة للوصول إلى العلم النافع، والكتاب مصدر غني وأقوى مهما قيل عن الجديد، وديننا الحنيف يحث على ذلك، أما وما يحدث من بعد عن القراءة، فالأسباب لم تكن الكتب المدرسية وحدها، بل المناهج وطرق التدريس التي تحتاج لتطوير يناسب المستجدات في زمن مختلف..
وتشير (ريما) إلى علاقة الطلبة والطالبات سلباً بالمقررات الدراسية التي أغفلت جوانب مهمة من استيعاب الممكن في ظل المتغيرات للبيئة الاجتماعية بكل ما في ذلك من مؤثرات في حياة الإنسان وتعاملاته وارتباطه بوسائل معرفته بما فيها الفضائيات والكمبيوترات والإنترنت.. ولنا أن نقول تشتت العقول وعدم التوازن في هذه العلاقات بوجود الميول والرغبات في مستوى الارتياح لما هو ترفيه وتسلية لأنه المتاح، وما هو استفادة وإن بقي بين دفتي كتاب.. أخيراً فهي مع اقتراح يطالب بعناية خاصة بهيئة التدريس للمراحل الدراسية الأولى لأن الدور الحالي لا يجاري الواقع بالمتطلبات الإمكانية والتأهيل الذي يضمن نقشا متقنا في العقول الناشئة، وليس وظائف تعليمية وروتينية الأداء.
لا للقراءة بالترهيب!!
** الموجهون التربويون والموجهات يقتربون أحياناً من واقع هذه الظاهرة والاعتراف بها أخذا في الاعتبار تركيز اهتمام الدارسين بالكتاب المدرسي في أيام التحصيل على الامتحانات، وهو شيء جيد، كما يرون لأنه يحقق بعضا من الأهداف.
وبدون إجابة محددة كانت القضية تأخذهم إلى تفاصيل أخرى بعيدا عن المحاور في المناقشة، فتم ضبط مؤشرات التسجيل في سياقات الفكرة المطروحة فقط..
** (هدى. م) مشرفة لغة عربية تقول: من الممكن وجود حالة عداء بين الكتاب المدرسي والطلبة والطالبات، ولكن يجب معرفة الأسباب، فهناك الذين يقبلون على التعليم بشكل طبيعي، وهم النسبة الأكبر ويستثنون من هذه الصفة السلبية أيضاً الأقل ذكاء وقدرة في التحصيل يشعرون بالضيق والتذمر من الكتاب والمقررات، وأرى أنها مجازفة في الافتراض المذكور، وان كان لا يمنع القول بتسمية أخرى، قد تكون عزوفا عن القراءة بدوافع الرهبة والخوف خاصة إذا اعترفنا بأن طرق التدريس لا تتعامل مع (فن) الوسيلة بالترغيب لا الترهيب، والمناهج الدراسية محل عناية قصوى بالتطوير وتهيئة القائمين على التعليم بكل ما يحقق الأهداف المرجوة بإذن الله.
** (حنان عبدالسلام)، مشرفة تربوية، تؤكد العزوف عن القراءة ارتباطا بالمناهج والطرق التقليدية غير المتجددة في التدريس فتقول: إن جهة ايصال المعلومات اكثر أهمية خاصة في المراحل الأولى من التعليم، وقد نحتاج للتوقف عن هذه المسألة كثيرا لأن الدارسين يتشكلون في كل شيء، بدءا بهذه السنوات الأولى، بينما بعد ذلك يكون الاعتماد على شيء من الاعتماد على النفس، وتضيف بأنها أمور مأخوذة في كل شأن تطويري، وبدأت ثمارها تتضح والجدوى منها تتحقق.. ولا نرى كراهية البنات للكتاب المدرسي على الرغم من أنها مناهج لم تحظ بالتجديد، كما هو في مقررات الطلبة، وذلك يعني وجود مؤثرات لها علاقة بالتربية إذا جاز أن نسميها بالعدوانية مثل تمزيق الكتب بعد الاختبارات وهي لا تعني القلق لأنها أقل كثيرا بالطبع..
أغبياء الإلكترونيات
** (لافي المسعد) مشرف تربوي يصل بنا إلى نقطة ضوء أخيرة في مناقشة ظاهرة العزوف عن القراءة موضحا سبباً مباشراً جاءت به المناهج المدرسية أو الكتاب المدرسي في أحداث سلبية كهذه.. يقول: لا ننكر الانجراف الكبير نحو الفضائيات التلفزيونية منذ بداية ظهورها، ثم مجالات التعامل مع الكمبيوتر والانترنت، فأصبحت هذه الوسائل في سنوات قليلة المرجع والعلاقة بالمعرفة التي كانت محددة إلى أطر الترفيه والمعلومات السريعة، ان وجدت كناحية ايجابية.. طبعا هي سحبت البساط من الكتاب وأبعدتنا عن القراءة مسافات وبمعنى انها أفقدتنا مفتاح العلم والمعرفة من المنبع الأساسي، مقارنة بسيطة تؤكد عشوائية هذا الإقبال السائد وانعكاساته السيئة، فلدينا فئات كثيرة لم تكن مستعدة أو قادرة على التعامل مع الانفتاح المبهر الطارئ بما ترتب عليه من جهل مرحلة النقلة الأخذ بالمصادر الالكترونية كبديل للكتاب، وبالتالي لابد وأن تتغير النظرة للقراءة بوجود هذه المغريات التي لا نرفضها على الإطلاق، وما أردت قوله في هذه المقارنة: ان جهة التصدير للتقنية الحديثة والغربيين لم يحدث لديهم خلل مشابه، فالقراءة للكتاب والتعليم في المدرسة: كتاب وقراءة وشاشة كمبيوتر، وهو الوعي العام المرتفع وتهيئة التعليم بالاستفادة من المصادر جميعا وفق خطط مدروسة مسبقة التحضير والإعداد، وقادرة في مراحل التطبيق على التوازن.
يضيف الأستاذ المسعد بأن المناهج حاليا تحتاج إلى غربلة كاملة وسرعة التطوير بشكل يتوافق مع الاحتياجات ومراعاة الكثير من الظروف، فنحن لا نريد ان نكون شعبا لا يقرأ ولا نرفض الاستفادة من كل التقنيات، ولكن عندما يكون التعامل مع القراءة والمقررات المدرسية بسلبية، فهو ما نرفضه، كما نطالب بالأفضل في التطوير والاستفادة من تجارب من سبقنا، ولا أنسى الإشارة إلى أن العزوف عن القراءة والعلاقة السلبية مع الكتاب بأنها تكون مقبولة في حالات، ولا يستغرب ذلك إذا كان البديل استفادة معرفية حقة وللأسف هناك ضبابية في الرؤية، وهناك جري وراء الحديث من أجل الترفيه المرئي البحث الذي وقع فيه الكثيرون منسجمين ومستسلمين للعبث بغباء واضح، ولنا ان نتوقع اشكالاً أخرى من المؤثرات السلبية إذا ظل الحال بهذه الطريقة.
** (علي سعد المروا) تربوي يقول: نعم هناك عداء واضح مع الكتاب المدرسي، ولابد من الالتفات إلى ما يحدث، وإن كان بنسبة ضئيلة لمعالجة جوانب الخلل، وهو ما يحتاج لأدوار مشتركة للتوعية، وطرح الأفكار لمناقشات صريحة على ألا تكون بعيدة عن الواقع والدور الإعلامي أساسي في هذه الناحية، كما هو التربوي بشكل عام..
أما ونحن نبدأ النصف الثاني من العام الدراسي فإن طرح مثل هذه الموضوعات للمناقشة مبكرا سوف يكون مجديا دون شك.
|