* جذة - عبدالرحمن إدريس:
أكد العالم الفلكي (جبر الدوسري) عدم وجود دلائل - حسب القدرات البشرية المحدودة - تشير إلى تكرار موجة موسمية للبرد القارس مع دخول شهر فبراير من هذا العام.
وقال (الدوسري) في تصريح ل(الجزيرة) بان التوقعات بتعرض أجواء الأجزاء الوسطى والشرقية بشكل خاص من المملكة لحالة غير طبيعية ومعتادة من الطقس الشديد البرودة هي في الواقع غير واردة الاحتمال - بإذن الله - وليس بالضرورة ان تستند القراءة الفلكية في تقديراتها بحسابات تعني تكرار حالة أجوائية معينة كل 33 سنة.
ويوضح الدوسري حديثه بالقول :ان هناك مقدمات معروفة تسبق الظواهر الجوية وبالتالي فان التنبؤات ترتهن إلى هذه العوامل بشكل وثيق وذلك يعني حتما ان مرورنا بـ 33 سنة لا علاقة له بما حدث في الزمن الماضي.
وحسب العالم الفلكي الأستاذ جبر الدوسري فقد جاءت هذه التقدريات وفقاً لما حدث في العام (1925م) بالمنطقة الشرقية والتي سميت بسنة الطبعة وبعدها بـ 33 عاماً مرت نفس الأجواء تقريباً في بعض مناطق الخليج (الكويت) ثم حدثت موجة البرد الشديد والعواصف في عام (1359هـ).
وبمتابعة شخصية منذ بدايتها حتى هبوب الريح والعواصف بسرعة 80 ميلاً في الساعة، فهي من الحالات النادرة.
وأستطيع التأكيد بعدم علاقتها بالدورة الزمنية للسنوات بمعنى حدوثها بتوقع التكرار للجو دورات غير محددة وهي بقدرة الله تتحرك وتتفاوت سرعاتها وتأُثيراتها وقوتها وسكونها بعلمه سبحانه وتعالى.
وأضاف الدوسري انه بالرجوع إلى آخر موجة برد شديدة تعرضت لها المنطقتان الوسطى والشرقية فهي كانت تحديدا في 7 فبراير من عام 1967م، ويتذكر البعض تلك العواصف والرياح القطبية التي كانت تتكرر كل 14 يوماً فاستمرت إلى نوفمبر من ذلك العام ووصلت درجة الحرارة إلى دون الـ 20 تحت الصفر بتأثير حالة الجو وشدة برودة الهواء وسرعته.
ويستطرد (الدوسري) فيقول :بان تلك الحالة التي شهدت تجمد الماء و(احتراق) الأشجار من شدة البرودة تأتي إلى الذاكرة وقد مضى عليها (37) سنة.. ومنذ ذلك الوقت لم تتكرر وهذا دلالة على عدم التطابق في التقديرات التي أخذت في التوقعات بحسابات مجردة فوضعت الاحتمالية في مسألة التكرار لأزمان منتهية صادفت حدوث تلك الحالات.
وبشكل علمي فان التكرار - والله أعلم - غير وارد فهي أمور ترتبط بدلائل عديدة مسبقة ولم تظهر كما حدث في الموجات المعروفة تاريخياً.
وهذا لا يمنع وجود احتمال كبير لوقوع موجة البرد بدءا باليوم وبمشيئة الله ولكنها موجة عادية.
وفي نهاية تصريحه ل(الجزيرة) قال الدوسري بان الأجواء في جدة ومكة والمشاعر المقدسة - -حسب المؤشرات - بعيدة تماماً عن موجات البرد المتزامنة مع هذه الأيام فهي أشد بطبيعة الحال في المنطقة الشمالية من المملكة والوسطى والشرقية لأنها مرتبطة بتأثيرات منخفضات ومرتفعات جوية متطابقة بينما في الغربية الأحوال مختلفة.
وفي توضيح عن الحسابات الفلكية قال الأستاذ جبر الدوسري بان هناك اتفاقاً محسوماً بين العلماء في الظواهر المحسوبة والمعروفة مثل خسوف القمر وكسوف الشمس والأمور المتعلقة بالأجرام السماوية وحركتها لانها أمور ثابتة بقدرة الله في الأصل ولكن الاختلاف ينحصر في تفسير بعض النظريات الكونية.
وفي الناحية الخاصة بالطقس فهي غير الثوابت ويرتبط ذلك بالتباين في تفسيراتها وتوقعاتها وكثيراً ما تتكرر أمام سمعنا وأبصارنا وتنقل إلينا الأخبار بالكوارث الطبيعية من عواصف مدمرة وزلازل وغيرها في كل قارات العالم وفي أجزاء منها ودول فهي بقدرة الله وقوته وحكمته وفي كل أحوالها يظل السؤال عن دقة التنبؤات وتوقعات حدوثها حيث لا راد لقضاء الله علام الغيوب، وهو إيماننا بعظمته سبحانه في تصريف شؤون الكون.
|