* رفح - بلال أبو دقة:
أكدت المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال أجبرت والد أحد شهداء مدينة رفح على الدخول إلى منزله الذي تحصن فيه ابنه المعاق حركيا، وسحب جثمانه إلى الخارج حيث أُطلقت عليه عشرات العيارات النارية معتبرا ما حدث جريمة حرب جديدة ترتكب بحق الفلسطينيين المدنيين..
ووفقاً لتقرير أصدره المركز يتضمن تحقيقات ميدانية، وصل ل (الجزيرة) نسخة منه: إنه في حوالي الساعة (3:10) من فجر يوم الاثنين، الموافق 2-2-2004، (ثاني أيام عيد الأضحى المبارك) توغلت قوات الاحتلال الاسرائيلية تدعمها الآليات العسكرية، وبمساندة جوية من الطائرات المروحية مئات الأمتار في حي تل السلطان غرب مدينة رفح.
ويقول التقرير الحقوقي: حاصر جنود الاحتلال منزل المواطن ياسر عبدالحميد أبو العيش، (35 عاماً)، وهو من القادة الميدانيين لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، ويعاني من إعاقة حركية نتيجة بتر في كلتا ساقيه وذراعه الأيمن.
ويضيف التقرير: باشر جنود الاحتلال إطلاق النار بشكل عشوائي تجاه المنزل، وتبادلوا إطلاق النار مع أبو العيش وشقيقه حسين، (38 عاماً) اللذين تحصنا في الداخل.
وخلال ذلك بقول التقرير الذي تعرضه الجزيرة لقرائها: طلب جنود الاحتلال عبر مكبرات الصوت من السكان في الحي المذكور الخروج من منازلهم.
وبعد توقف إطلاق النار يقول التقرير: أجبروا تحت تهديد السلاح والاعتداء بالضرب المواطن (يوسف عبد الرحمن أبو العيش : 52 عاماً) على الدخول للمنزل المستهدف، والطلب من جميع من بداخله الخروج (عائلتان قوامهما 10 أفراد)، ومن ثم أجبروه على البحث عن الشهيد، فتوجه إلى إحدى الغرف وقام بسحب الجثمان إلا أنه تراجع لصعوبة الموقف، إذ شاهد جثمان ياسر بينما لم تكن الأطراف الصناعية مثبته على ساقيه وقدميه.
فعاد جنود الاحتلال وفي استخدام مفرط للقوة إلى إطلاق النار داخل الغرفة، ومن ثم اجبروا المواطن يوسف تحت تهديد السلاح إلى إخراج الجثمان للشارع حيث أطلق جنود الاحتلال النار عليه من مسافة قريبة، وبعد انسحاب قوات الاحتلال تم اكتشاف جثمان شقيقه حسين في الجهة الجنوبية الغربية من المنزل.
يشار إلى أن شقيقاً ثالثاً للشهيدين ياسر وحسين أبو العيش وهو الشهيد عبد الحميد، (28 عاماً) ، كان قد استشهد قبل نحو عام إثر إصابته بعيار ناري خلال قصف عشوائي على نفس الحي.
ويقول التقرير الحقوقي: خلال عملية التوغل قامت الطائرات المروحية والدبابات بقصف عشوائي تجاه عدد من المسلحين الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي لقوات الاحتلال.
أسفر ذلك عن استشهاد اثنين منهم، فيما أصيب ثلاثة من المدنيين الفلسطينيين نتيجة القصف العشوائي.
والشهيدان هما: بهاء حاتم جودة، (24 عاماً) أصيب بعيار ناري في أعلى الصدر، ومجدي محمود الخطيب، (35 عاماً) وأصيب بعيار ناري في الرقبة.
ومما ورد في التقرير: أن قوات الاحتلال انسحبت من المنطقة بعد أن هدمت منزل الشهيد ياسر أبو العيش، ومنزل عبد العزيز شاهين، عضو المجلس التشريعي الفلسطيني وبعض المحال التجارية وتضررت العديد من منازل المواطنين هناك. وكان د. علي موسى مدير مستشفى الشهيد أبو يوسف النجار بمدينة رفح قال ل (الجزيرة): إن قوات الاحتلال مثلت بجثث الشهداء الذين سقطوا فجر (الاثنين الماضي) في حي السلطان بمدينة رفح ومنعت طواقم الإسعاف من الوصول إليهم وجرحت بالرصاص والد أحد الشهداء.
وأكد موسى ل(الجزيرة): أن الشهيدين الشقيقين ياسر عبد الحميد أبو العيش، حسين عبد الحميد أبو العيش أصيبا بعشرات الطلقات النارية في أنحاء مختلفة من جسميهما مضيفا: أنه وبالفحص الطبي لجثث الشهداء كشف عن وجود آثار طعنات بآلات حادة و تنكيل بالجثتين بشكل واضح.
وأوضح موسى أن الشاب بهاء حاتم جودة، استشهد بعد إصابته بعيار ناري في أعلى الصدر والشاب مجدي محمود الخطيب، استشهد بعد إصابته بعيار ناري في الرقبة.
و قال موسى: إن ثلاثة فلسطينيين أصيبوا بالرصاص بينهم حاتم جودة (43 عاما) ، والد الشهيد بهاء وذلك بالرصاص في عضده الأيسر مضيفا: أن قوات الاحتلال منعت سيارات الإسعاف من دخول المنطقة و أطلقت النار باتجاهها.
وأكد المركز الحقوقي في تقريره: أن سياسة التصعيد التي تنتهجها حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تزيد من حالة التوتر في المنطقة، وتهدد بسقوط المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وعلى ضوء ذلك ناشد المركز المجتمع الدولي الخروج عن صمته والتصدي لجرائم الحرب الإسرائيلية المقترفة بحقهم، مؤكداً على أن الصمت على الجرائم لا يمكنه إلا أن يحث قوات الاحتلال على اقتراف المزيد والمزيد منها.
و جدد المركز الفلسطيني مطالبته للأطراف السامية المتعاقدة على اتفاقية جنيف الرابعة، الوفاء بالتزاماتها لضمان حق الحماية للمدنيين الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كتائب الأقصى وسرايا القدس تتوعد بالانتقام
وفي هذا السياق توعدت كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح بالثأر لاستشهاد مجدي محمود الخطيب، أحد قادتها الميدانيين وقالت الكتائب في بيان لها تلقت الجزيرة نسخة منه: إن جرائم الاحتلال لن تمر دون عقاب، وإن الرد سيكون سريعا ومؤلما.
مؤكدة على استمرارها في نهج المقاومة والجهاد حتى دحر الاحتلال مهما عز الثمن وغلت التضحيات، و شددت على أن جرائم العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني لن تمر دون عقاب، ودم شهداء الكتائب وقادتها لا يذهب هدرا، وسيكون الرد قويا ومؤلماً بإذن الله تعالى (فتربصوا إنا معكم متربصون).
من ناحيته أكد الشيخ نافذ عزام القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في تعقيب له على استشهاد أربعة مقاومين فلسطينيين، من بينهم القائد المحلي في سرايا القدس (ياسر أبو العيش) أن ما يجري تأكيد على سياسة العنف والإرهاب التي تنتهجها حكومة الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، واستهانة من قبل العدو بالشعائر المقدسة لأمتينا العربية والإسلامية والفلسطينية واستهتار بالأديان والأيام المقدسة حيث أعتبر الشيخ عزام أن عيد الأضحى المبارك من أكثر الأعياد قداسة وتبجيلا للمسلمين لكن الكيان الصهيوني ارتكب مجزرة جديدة ليؤكد للعالم انه شعب قائم على الدماء وأن العنف جزء ثابت في سياسته.
وأشار الشيخ عزام في حديث خاص مع الجزيرة: أن ما جرى يعتبر مجزرة دامية في ثاني أيام عيد الأضحى، تؤكد أن العدو ماض في حربه وإبادته للشعب الفلسطيني لدفعه إلى الاستسلام.
لكن شعبنا الفلسطيني سيبقى صامدا مقاوما رغم كل ما يتعرض له حتى يأذن الله بالنصر والتمكين.
وأوضح الشيخ عزام أن ما تقوم به الدولة العبرية يعبر عن سياسة الاحتلال الثابتة القائمة على الدماء وارتكاب المجازر بغض النظر عما يتعرض له رئيس الوزراء الاسرائيلي، شارون، من ملفات فساد ورشاوى وتقديمه للمحاكمة.
مبينا أن العدوان الصهيوني المتصاعد لم يتوقف يوما بحق المدن والمخيمات الفلسطينية.
هذا وزفت سرايا القدس، الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد، ياسر عبد الحميد أبو العيش (أبو محمد) القائد الميداني لسرايا القدس جنوب قطاع غزة، و الشهيد البطل حسين عبد الحميد أبو العيش أحد أعضاء سرايا القدس، و الشهيد القائد: مجدي محمود الخطيب قائد كتائب شهداء الأقصى في رفح، و الشهيد المجاهد : بهاء حاتم جودة أحد أبطال كتائب القسام الذين استشهدوا في معركة تل السلطان البطولية جنوب مدينة رفح وذلك فجر اليوم الاثنين 11 من ذي الحجة الموافق 2-2-2004م، (ثاني أيام عيد الضحى المبارك).و التي استمرت أكثر من ساعتين تمكن خلالها الشهيد القائد ياسر أبو العيش من مقاومة وحدة خاصة صهيونية مدرعة بعد أن حاصرت منزله وطلبت منه الاستسلام وأبى أن يسجل على نفسه لحظة خنوع أو استسلام لقوات العدو، واستمر في المقاومة لمدة ساعتين متواصلتين بيده اليسرى، كونه فاقدا يده اليمنى وساقيه حتى قضى نحبه ليرتقي شهيدا.
وقال بيان السرايا الذي تلقت الجزيرة نسخة منه: إن الشهيد القائد (أبو محمد) لقي ربه شهيداً متمترساً خلف سلاحه ليرتفع شهيداً مع أخيه (حسين) وليعبر بنو صهيون عن حقدهم وغضبهم على الشهيد المجاهد فيقومون بالتمثيل بالجثث الطاهرة بعد استشهادهم.
وقد شارك الشهيد في عشرات العمليات البطولية، وإطلاق قذائف الهاون منذ بدء انتفاضة الأقصى المباركة وكان قد أصيب في عملية جهادية سابقة وتم بتر ساقيه وذراعه ولكن لم ينل من عزيمته وجهاده.
و تعهدت سرايا القدس في بيانها بالانتقام لدمه ودم كل الشهداء الأبرار.
|