بعض النساء يلدن أطفالاً يعانون من نقص حاد في الوزن، وهو ما يستلزم إجراءات من الرعاية الخاصة لتجنب أية مشاكل تهدد حياة هؤلاء الأطفال، أو صحتهم في المستقبل، خاصة في ظل ارتفاع نسبة وفيات ناقصي الوزن من المواليد إلى ما يقرب من 80%.
د. عمار اليوسف، اخصائي أول أمراض الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى الحمادي بالرياض يحدد مقاييس ومواصفات الأطفال ناقصي الوزن، وأساليب رعايتهم فيقول: يقصد بوليد ناقص الوزن بشكل شديد (extremely low birth weight) كل مولود وزنه (100 جرام) أو أقل، يكون هؤلاء جميعهم خدجاً، أي يولدون قبل عمر 37 أسبوعاً حملياً، ويعانون من مشاكل كثيرة وعديدة تجمع بين مشاكل صغر الوزن ومشاكل الخداج.
ولا تتجاوز نسبة هؤلاء الولدان (1%) من كل الولادات، كما ان نسبة الوفيات ترتبط بالوزن ارتباطاً وثيقاً، فحوالي 80% من الذين يتراوح وزنهم عند الولادة من (500 - 600 جرام) يموتون، بينما تقل النسبة إلى ما بين 10 إلى 15% من الذين وزن ولادتهم يتراوح بين (1250 إلى 1500 جرام) يموتون خلال الأيام القليلة الأولى من الحياة.
ويضيف د. اليوسف أن الولدان ناقصي وزن الولادة بشكل شديد يعتبرون عالما مستقلا وعلما منفصلا يحتاج إلى عناية خاصة، قد تختلف في كثير من الأحيان عن الذين أوزان ولادتهم أكثر من (1000 جرام).
وقد تراجعت حدة المشكلة بوجود كثير من الوسائل العلمية، والتقنيات المتطورة التي تواكب مسيرة التطور العصرية، والعملية في أماكن مختلفة من العالم، ومن ضمن هذه الوسائل: أجهزة التنفس الاصطناعي العصرية، بالإضافة لمواكبة العلم الحديث، من حيث تطبيق أحدث الأدوية المصرح بها، وكذلك طرق التغذية الكاملة عبر الوريد، وهي مهمة للغاية لأنها توفر كامل العناصر الغذائية التي يحتاجها الإنسان عن طريق الوريد لصعوبة الإرضاع وعدم تحمله بسبب نقص الوزن، كما ان توفر الوسائل الشخصية ووسائل المراقبة المشددة يعتبر أساسياً في عمل أقسام العناية المركزة للولدان ناقصي الوزن.
ويذكر د. اليوسف بعض الحالات السريرية التي أمكن - بتوفيق من الله سبحانه وتعالى - أن يتحقق بها النجاح، ومنها توأم هندي الجنسية ولد ولادة طبيعية بسن حملي 24 أسبوعا فقط، التوأم الأول أنثى وزن ولادتها 635 جراماً فقط، وضعت على المنفسة لمدة 33 يوماً، وعولجت، حتى وصل وزنها 1965 جراماً وأصبحت حالتها ممتازة والحمد لله، والتوأم الثاني بلغ وزنه عند ولادته 790 جراما فقط، أيضا وضع على المنفسة 33 يوماً، حتى وصل وزنه إلى 2065 جراما، وهو أيضاً بحالة ممتازة. ويضيف د. عمار اليوسف: والحالة الأخرى لرضيع سعودي الجنسية تمت ولادته بولادة طبيعية ومجيء مقعدي خارج المستشفى وسن حمله 23 أسبوعا فقط، ووزن ولادته 610 غم، واعطي العلاج المناسب، وهو حاليا بصحة جيدة ويتحسن تدريجياً رغم تعرضه لنزف رئوي خطير.
وهناك أعداد هائلة من الخدج الذين يولدون بمشكلة نقص نضج الرئتين، والحمد لله فبفضل توفر تقنيات المعالجة الحديثة يمكن معالجتهم وتحقيق نتائج ممتازة.
|