Thursday 5th February,200411452العددالخميس 14 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

(تعقيباً على مقالة رئيس التحرير) (تعقيباً على مقالة رئيس التحرير)
نحتاج إلى تنسيق إعلامي إسلامي وعربي لفضح الممارسات الأمريكية والصهيونية

سعادة رئيس التحرير/ خالد المالك تحية طيبة
لقد سرني ما كتبتموه بعدد الجزيرة (11446) ليوم الجمعة الموافق 1424/12/8 عن الواقع المرير الذي تجري سناريوهاته على أرض فلسطين والرافدين من قبل قوى الاستعمار والاحتلال ولقد شخصتم وفصلتم الواقع الذي يعانيه الشعبان الأبيان وتحدثتم عن دور المقاومات البطولية التي أصبحت هي الحل الوحيد لطرد الغزاة وتلقينهم الدروس التي لم يعتبروا بها بعد في مقابل تقدم تقني وآلي عسكري بري وجوي وتفوق بشري بالعدد والعدة ومع هذا منوا بالخسائر البشرية والاقتصادية.. فمنذ ما يزيد عن أكثر من نصف قرن عانى الشعب الفلسطيني مما يمارس ضده من قبل عصابات الإجرام على نهج سياسة الأرض المحروقة.. جرائم بشعة وممارسة أبشع صور ومشاهدات تقشعر لها الأبدان هذا يحدث أمام سمع العالم وبصره وباتت ردود الفعل محصورة بالشجب والاستنكار من قبل العالم العربي والإسلامي والمطالبة بضبط النفس والتأني من قبل العالم الغربي وهذا من الأسباب الرئيسة التي جعلت عصابات الإجرام تواصل سياسة القتل الجماعي والاغتيالات المفاجئة وتتمادى بتدمير المنازل والمزارع واستخدام كل وسائل التعذيب الجسدي والنفسي والمعنوي.. أمام هذه الصور والمشاهدات الحية التي تنقلها وسائل الإعلام المختلفة لكل العالم لتكون شاهداً حياً على الانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان ودليلا واضحا على الممارسة البشعة التي ينتهجها ساسة وعساكر الاحتلال.. ظلت منظمة حقوق الإنسان التي تبنتها هيئة الأمم المتحدة عام 1948 وجعلتها منظمة دولية ووضعت لها وثيقة تاريخية تعرف ب (ماجنا كارتا) وفق معايير وقواعد تؤمن بها الأمم المتحدة ويجب أن تطبقها كل الأمم وفي حالة ارتكاب الفظاعات والانتهاكات الإنسانية فانه يستوجب التحرك ضدها.. ومع ما تفعله إسرائيل وما تمارسه على أرض الواقع وبدعم أمريكي وتشجيع غربي بقيت هذه المنظمة تمارس دور المتفرج والمشاهد وكأن قوانين وقواعد تلك الوثيقة لا تنطبق على الفظاعات البشعة والممارسات السافرة والانتهاكات الصارخة لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.. والغريب في الأمر هو غياب أصوات المنظمات الدولية والأهلية عن تلك المجازر الصهيونية. وهذا يؤكد قمة الانحياز والتعنصر الواضح سواء من قبل المنظمات الدولية أو الأهلية لإسرائيل. بالطبع فهي مستثناة من الوثيقة الدولية وجعلت فوق القانون فلا تحاسب ولا تعاقب وفق العرف الأمريكي.. ولهذا أصبح المواطن العربي يتساءل : لماذا أصبحت منظمة حقوق الإنسان تنظرإلى العالم العربي والإسلامي وتركز عليه وتعد تقارير سنوية تدينه بانتهاكه لحقوق الإنسان؟! في الوقت الذي تمارس إسرائيل أبشع الجرائم وأسوأ الانتهاكات في تاريخ البشرية ومع هذا لم نسمع إدانة أو نقرأ تقريراً يؤكد انتهاكها لحقوق الإنسان.. فأين العدل والمساواة أين الأمن والسلام الذي من أجله أنشئت هيئة الأمم المتحدة؟.. إن ما تتعرض له الشعوب الإسلامية وما تعاني منه الدول العربية من ظلم واضطهاد من قبل أمريكا وحليفتها الأولى وتدخلها السافر في شؤونها الداخلية والخارجية ومحاولة فرض تلك الإملاءات التي توافقها وتحقق مصالح الكيان الإسرائيلي ليؤكد غياب الدور الفعال للمنظمة الدولية وهيئاتها المتعددة. فأصبحت القوة هي التي تتحكم بمصير الدول والشعوب. فحرب أمريكا على العراق واحتلاله وبأسلحة محرمة ومجرمة دولياً وممارسة نفس أساليب الكيان الصهيوني الذي يضطلع بدور كبير في العراق في عمليات الاغتيالات والإقتحامات المنزلية والقتل الجماعي وتدمير المنازل والمزارع بحجة المقاومة المباركة وفلول القاعدة ولعب الموساد الإسرائيلي دوراً سياسياً وعسكرياً كونه صاحب خبرة وتجربة طويلة في الأراضي المحتلة.. ان ما يتعرض له الشعب الفلسطيني والعراقي من كل صور القتل والتدمير والتخريب وأساليب التنكيل والتعذيب والإذلال والإهانة تحتاج إلى تنسيق إعلامي إسلامي وعربي لشن حملة متواصلة لفضح الممارسات اللا إنسانية من قبل دولة الحرية والديمقراطية ودولة الإرهاب ومواصلة الضغط على المنظمات الدولية والأهلية المتخصصة في مجال حقوق الإنسان لأن تضطلع بدورها العادل.. وان تشحذ همم المحامين العرب والمسلمين والأصدقاء أصحاب الضمائر الحية للقيام بدورهم بتقديم شكاوى للمحاكم الدولية ضد رؤوس الإجرام وساسة الاستعمار .. فهذا هو الحل الباقي بعدما فشلت الحلول السياسية والعسكرية للعالم العربي والإسلامي..

ناصر بن عبدالعزيز الرابح
مشرف تربوي بتعليم حائل


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved