دعوة متجددة لتعاون عالمي ضد الإرهاب

يستوجب تمدد وانتشار الارهاب في مختلف الدول وتخفّيه في بعضها واستغلاله لأراضي البعض الآخر خططاً مضادة له تعتمد على صيغة دولية للعمل من أجل مكافحته واجتثاثه من جذوره.
وقد حرص خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الى تنبيه العالم الى ضرورة اطلاق تعاون دولي من أجل التصدي لهذا البلاء، وإلا فإن تقاعس بعض الدول عن الاسهام في هذا المجهود سيعوق كثيرا مساعي تلك الدول التي آلت على نفسها ومن خلال تنسيق مشترك مواجهة الارهابيين في كل ساحة وفي كل مكان.
وقد حرص خادم الحرمين وسمو ولي العهد وهما يخاطبان حجاج بيت الله الحرام على الاشارة الى هذه الظاهرة السلبية في هذه المناسبة لتوضيح أهمية العمل الجماعي الدولي ضدها، فمناسبة الحج هي تجمع دولي مرموق ويكون من المهم توضيح الرؤية الدينية الاسلامية تجاه مختلف المسائل التي تقلق الانسانية عامة وهي الأبرز في عالم اليوم وأكثر التحديات وضوحاً تلك المرتبطة بالارهاب.
وكان الحرص أيضا من قبل المملكة التأكيد على أهمية العمل الجماعي ضد الارهاب في اطار الشرعية الدولية الأمر الذي يعطي مثل هذا العمل قدرا كبيرا من الصدقية والموثوقية ويبعده عن الأهواء المنفردة الذاتية لهذه الدولة أو تلك.
الدعوة المتجددة من المملكة لتضافر كل الجهود تأخذ في الاعتبار الانتشار الدولي الواسع للارهاب وكيف أن سد منافذ الدول أمامه يحرمه من ورقة رئيسة يعتمد عليها وتتمثل في إمكانية التخفي في بعض الدول أو اتخاذها منطلقاً لعملياته.
ويتيح اعتماد صيغة التعاون وترسيخها في العمل ضد الارهاب محاصرته في أضيق نطاق بينما يوفر العمل الجماعي تجميع خبرات وآليات متنوعة تسهم كلها في هذه الحرب الجماعية.