حزيران واستحضار الأرواح
كان كل شيء يمكن ان يخطر على البال الا ان يكون قادة كبار, كانوا يمسكون بالمصير المصري والعربي, باعوا عقولهم للأرواح, كانوا يخططون ويتصرفون بهذا المصير, بالحرب وبالسلام, وفق مايقوله لهم وسيط يهذر او يهذي.بمثل هذه الغيبوبة, اذن كان الفريق فوزى, قائد الجبهتين وحامى حمى العروبة يقود جيوش العرب؛ ثم بعد هذا نسال عن النصر الذي ضاع في حزيران المشؤوم، بل عن الثأر الذي ضاع على مدى اربع سنوات كاملات بعد ذلك الحزيران الذي مر امس، والعرب لا حس ولا حركة.
انه لأمر عجيب جدا في الأزمنة السحيقة. ايام رعمسيس وحمورابى ونبوخذ نصر كان القادة يأتون بالمنجمين ويسالونهم عما يفعلون هذا كان يحدث منذ اربعة آلاف سنة، واليوم يبدو اننا مانزال في مطارحنا دائما نعتمدعلى الغيب والوهم بينما العالم الذى نواجهه يعمل في الكومبيوتر ويصعد الى القمر ويقيم الحياة وفق معادلات رياضية لا تقبل استحضار ارواح ولا من ينجمون.
والحقيقة ان هذه الواقعة تشكل فاجعة ليس لأصحابها فقط بل لنا نحن العرب الذين في ظروف غامضة آلت اقدارنا الى مثل هذه الجماعات حيث لا عقل ولا قدرة بل هناك عجز فاضح، يستحضر الأرواح - هذا اذا حضرت - لتخطط له ولنا كيف العمل ومن أين الطريق؟ لمناسبة ذكرى حزيران اخترنا هذا الموضوع نكتب فيه.. حيث يظهرأن سبب الهزيمة كان هنا.. هذا مدمن مخدرات.. وذاك مدمن ارواح. كلهم اين؟؟ في قمة السلطة؟؟ بعد هذا كيف يستطيع العربي ان يامن ويثق؟؟ بل كيف يمكن له ان ينام مطمئنا, او ان يكون جنديا فيما له قيادات على هذا المستوى من الخوار والعجز؟! وكم سيكون بؤسنا غدا اذا ما قيل لنا ان بعض وسطاء الارواح ارسلتهم اسرائيل. بل كم سيضحك منا العالم حينما يطلع على هذه المآسي.؟
شعوب بأسرها، جيوش بأسرها، اقدار بأسرها يحكمها وسطاء الارواح!!
كان طبيعيا ان ننهزم في حزيران.. فمثل هذه الارواح - الروح الحاضرة على الارض - لايمكن لها ان تنتصر.. فكيف بالروح التي تستحضر..؟؟
عن الرأي العام
عدت ياجارالذل.. ياشر جار!
عدت ياحزيران للمرة الرابعة.. ونحن حيث تركتنا عام 1967 نجتر آلامنا، ونلعق جراحنا خلف (الحدود الآمنة) التي رسمها ببنادقهم على ارضنا جنود اسرائيل.
قال أبطالك ياحزيران (اننا خسرنا معركة... لم نخسر الحرب) ولكن عدت (ياجار الذل) لتقيم الدليل بأن الذين أبقيتهم على انقاضنا يحكمون.. كانوا يكذبون!! لم تكذبهم انت.. ولكن هم كانوا يكذبون أنفسهم.. ونحن نشهد عليهم بالكذب والخيانة، لانك تذهب وتعود وهم في نفس (المسار الضال) الذي صنع (النكسة) وخلق كل اسبابها.. كنت رمز المعركة التي خسرنا في العام الاول.. ثم كبرت فاصبحت رمز الحاصل النهائي لكل الحقبة المظلمة في تاريخ أمتنا.. ثم كبرت فأصبحت (رمز مسيرتنا الضالة) طيلة سنوات التيه العشرين.. ثم كبرت فاصبحت رمز السيادة التي نفقدها بالتدريج.. تارة (بالمعاهدات) وتارة بالانتماءات الطوعية الى معسكر الأعداء.. وانتحال عقائدهم.. وتثقيل موازينهم في كفة الصراع العالمي على القوة.. ومراكز النفوذ.
اخجل يا (حزيران) فإنك لم تعد (رمز المعركة التي خسرناها) ولكن اصبحت رمز الجهاز الهائل التى تركته لنا بعد حزيران، الجهاز الذي يتقن عملية التجسس على ضمائرنا بالاشرطة والمسجلات.. الجهاز الذي يجتث الكرامة من قلب الكريم ويكبح جماح الامة المسلمة عن التصدى لأعدائها.
« عن نداء الجنوب» |