جهاد الفيصل مستمر
حققت رحلات الفيصل للشرق الاقصى والغرب الامريكي نتائج طيبة مثمرة لصالح العرب وقضاياهم التي لم يكن العالم من قبل يصيخ لاستماع مايدلون به من حجج وبراهين لدحض دعاوى خصومهم ذلك ان الذين كانوا يتصدون للدفاع عن قضايا العرب في الماضي يعملون على خلق الخصوم قبل الاصدقاء, وكانوا يسارعون الى تقديم البراهين ضد مصالح امتهم بالتصاريح والتهديدات غير الواقعية, وكان رجال الفكر المعتدلون يتألمون لأن العرب فقدوا رجال السياسة الذين حنكتهم تجارب السنين وعراك الاحداث.
ولذلك تاهت مفاهيم الامة العربية فترة طويلة من الزمن في تطاحن داخلي وتعرضت حقوقها العادلة لخسارة على الصعيد الدولي.
وكان ختام تلك الجولات الصاخبة وغيبة العقل والحكمة عن محيط أمتنا خسارة ماحقة في الميدان العسكري, ولكن الله تعالى أيد بنصره جلالة الملك فيصل وتحققت آمال أمته في الاستجابة لدعوته الخيرة الى التجمع والالتفاف حول منهجه القائم على الاخلاص والنية الحسنة لتجميع ماتشتت من قوى هذه الامة وبناء ماتداعى من كيانها.
ولعل رحلة جلالته للجمهورية العربية المتحدة فاتحة خير للعلاقات العربية لا في المحيط العربي فحسب ولكن في المجال الدولي.. ولقد استشف الشعب المصري على اختلاف مستوياته الدور العظيم الذي يضطلع به الفيصل من اجل أمته فاستقبله بمحبة لاهفة وصفقت لمقدمه الجماهير المصرية بقلوبها قبل أكفها، وليست هذه المشاعر حديثة على الشعب المصري للفيصل، بل كان يدرك بفطرته مكانة العاهل ونشاطه المتواصل لدرء ماتعرض له هذا الشعب وما قد يجتاجه من نكبات، ولكن الظروف الراهنة أصحبت مواتية لتحقيق اللقاء بين القائد العربي الملهم والشعب المتعطش لمصافحته بحرارة لتاكيد إدراكه الواعى في الماضي والحاضر لمساعي الفيصل لخير أمة العرب في مجموعها.
|