Wednesday 4th February,200411451العددالاربعاء 13 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

رسالة إلى حجاج بيت الله الحرام رسالة إلى حجاج بيت الله الحرام

أشرقت شمس الجزيرة بنورها الوضاء في أربعاء جميل كان تاريخه 6/ 12/ 24هـ برسمة معبرة كانت بريشة فناننا المحبوب ورسامنا الموهوب (المرزوق) لقد حمل لنا المرزوق بإطلالته الرائعة رسماً يعبر عن شخصيتين أحدهما يرشد الآخر إلى الإقلاع والتوبة، لأنه سيصبح في ركب حجاج بيت الله الحرام، وبعد هذا الكاريكاتير استوحيت كلمات، فصغتها بقالب نثري فقلت: ها هي الأيام قد ولت سراعاً.. وها هي الشهور قد أزفت مسرعة.. مؤذنة برحيل أيام من عمرنا وسفر أوقات من حياتنا.. وفي هذه الرحلة المكوكية توالت الأحداث ما بين مفرح و محزن ومضحك، ومبك، حتى لاح لنا قمر وضاء، ونور وهاج، وأشرقت لنا أيام مباركة هي أيام الحج ، فخطر ببال البعض أن يشد رحاله نحو البيت العتيق، وقد هفت نفسه لعرفات واشتاقت لمزدلفة، وحنت لمنى، ترجو ثواباً من الكريم، ومغفرة من الرب الرحيم، تطلب العفو والصفح على ما كان من زلل، وما حصل من تقصير وخطل فيالها من نفحة ربانية يفيض بها الرحمن على عباده، ويفرح بها المؤمن يستغلها بالحسنى والأعمال المثلى.
فيا أخي الحاج هي همسات أهمس بها من أجلك وعبارات حب أنحتها في ذاكرتك، لأن المحبة لا بد لها من ضريبة، ولا بد لها من تواصل بناء، ولقاء مشحون بالألفة.
ها أنت يا رعاك الله تضرب (أكباد السيارات) وتصيبك وعثاء السفر، وكآبة المنظر، ويحويك السأم، ويلم بك الملل في الطريق، لكنك تحتمل هذه المشقة كل ذلك من أجل رب رحيم منعم كريم، أيقنت انه يقبل التوب.. ويمحو الحوب.. فهان كل صعب.. وذل لك كل وعر.. فهلا أكملت (خارطة الطريق) نحو البر، ونحو الهدف الأسمى والغاية النبلى. اجعل من حجك نفطة للبداية، وصالة للإقلاع عن كل ذنب.. ألا تستشعر معنى (كيوم ولدته أمه)؟ يا لها من نفحة ربانية وموهبة إلهية فسبحانه من منعم كريم، ورزاق يجود بالفضل والإنعام.
أخي الحاج: إن كنت مدخنا فقل وداعا لك يا خليلتي التي طال تقبيلي لك.. إن كنت عاقاً فقل: عفواً أبتاه.. وصفحاً يا أمّاه.. إن كنت جائراً.. فقل وداعا أيها الظلم فلن ترجع لمضماري تارة أخرى.. إن كنت بخيلاً مقتراً فقل: يا حاتم ضاع صيتك وخمل اسمك! فلقد أتى شخص يضاهيك.. وإنسان يباريك! إن كنت سماعاً للمزامير والغناء فقل لصوت الشيطان أدبر.. وللحن الإيمان هلم وأقبل.. إن كنت أسرفت على نفسك بالذنوب والمعاصي.. فقل: يا نفس توبي فان الموت قد حانا واعصي الهوى فالهوى مازال فتانا.
انثر دموعك الصادقة.. واسكب عبراتك الحارة.. واهتف بعباراتك الرنانة بأن الذنوب قد ولت. والأعمال الخيرة قد دنت وأقبلت.. افتح صفحات من الخير، واستغفر الله على ما مضى.. واعلم بان ربك رحيم يغفر الذنب ويقبل التوب.. لا تغتر بشبابك.. لا تتكبر بقوتك.. فالموت لا يعرف الصغير أو الكبير.. فاعمل لنفسك كل خير قبل حلول الأجل..وفوات الأمل.
أخي الكريم.. والله لا أريد منك ديناراً ولا درهما .. بل هي هتافات محب مشفق فلعلها تلامس شغاف قلبك.. وتجد طريقاً معبداً في فؤادك.. لينير وجهك .. وتجد السعادة الحقة في جنانك.. أصلح الله قلوبنا.. وغفر لنا ذنوبنا.. وكسانا درعاً من الطاعة.. وابعد عنا جحيم المعصية.. أسأل الله أن يحفظ حجاجنا من كل مكروه وأن يسدل عليهم الأمن والأمان.. وأن يشملهم بعفوه وصفحه.. وأن يجعل حجهم مبروراً وسعيهم مشكوراً إنه كريم سميع الدعاء والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

سليمان بن فهد المطلق - بريدة
053131420 thbat . net @


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved