سعادة أخي الأستاذ خالد المالك سلمه الله
رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أشير إلى الخطاب (الخاص والشخصي) الذي بعثه معالي وزير الاعلام السابق الأستاذ علي بن حسن الشاعر إلى صحيفتكم الغراء بتاريخ 1424/ 12/10هـ تعقيباً على مقالكم بعنوان: (وزارة الاعلام من القناة الأولى إلى الاخبارية) 1424/11/28هـ الذي استعرض فيه معاليه انجازات وزارة الاعلام خلال توليه لحقيبتها، فرغم خصوصية الرسالة فقد أحسنتم بنشرها تعميماً للفائدة ولإطلاع القراء الكرام على ما شملته من معلومات تعكس ما تحقق في الفترة التي تسلم فيها معالي الوزير الشاعر مهامه في وزارة الاعلام 1403-1416هـ وهي أطول فترة لوزير اعلام سعوي حتى الآن.
لقد تشرفت بالعمل في وزارة الاعلام منذ عام 1399هـ وحتى عام 1406هـ كوكيل مساعد لوزارة الاعلام للاعلام الخارجي عملت خلالها مع كل من معالي الدكتور محمد عبده يماني، ثم مع معالي الأستاذ علي الشاعر حتى انتقالي إلى وزارة الخارجية، ورغم أن معالي الوزير الشاعر قد أشار في رسالته إلى عدد من الزملاء الكرام كشهود على فترة عمله في وزارة الاعلام، لم يكن اسمي من بينهم، إلا أن هذا لا يثنيني عن أن أدلي بشهادتي عن الفترة التي عملت فيها مع معاليه وهي ما بين 1403هـ وحتى 1406هـ.
وينبغي قبل أن أدلى بشهادتي الطوعية حول تلك الفترة التي عملت فيها مع معاليه أن أوضح بداية ان انتقالي من وزارة الاعلام تم ليس برغبة أو طلب مني ولكن بطلب من معالي الأستاذ علي الشاعر، رفعه إلى خادم الحرمين الشريفين الذي أمر - حفظه الله - بنقلي للعمل في وزارة الخارجية. نعم أعترف أنني طلبت منه ترك الوزارة أكثر من مرة، إلا أن المرة التي نُقلت فيها لم تكن من تلك المرات التي أبديت فيها مثل هذه الرغبة، والظرف الذي تم فيه النقل لا مجال للحديث عنه هنا. غير أنه من الجدير القول أن ما حدث اعتبرته سحابة صيف عبرت وانجلت، والحقيقة وحدها هي التي تملي علي الإدلاء بشهادتي، ولن أخوض هنا في كل ما جاء في رسالة معاليه الشاملة ولكنني سأتعرض فقط إلى تلك الفقرة التي يقول فيها معاليه: (إن جميع الوكلاء ومساعديهم ومديري الادارة كانوا يتمتعون خلال زمالتي لهم بوزارة الاعلام بصلاحيات واسعة وفق اللوائح والنظم، وقد أعطيت البعض جزءاً من صلاحياتي لمرونة العمل وسرعة التصرف في جو من التعاون والتفاهم والثقة المتبادلة).
واحقاقاً للحق أؤكد أن ما قاله معاليه كان صحيحاً إلى حد بعيد، ففي أكثر من مناسبة كنت أشخص فيها إلى مكتب معاليه لأعرض عليه بعض العقبات أو الصعوبات، أو للاعتراض على قرار أو توجيه صدر منه كان لا يجد غضاضة - عند ما أشرح له سلبيات هنا أو هناك - من التراجع عن قراره قائلاً: (إنك في ممارستك لمهامك وفي موقعك الوظيفي تعرف عن عملك أكثر مما أعرفه أنا كوزير)، بل لقد وصل تجاوب معاليه إلى درجة أنه قام بمنحي صلاحيته كوزير في تصريف بعض أمور الإعلام الخارجي. فقد كان لدي على سبيل المثال، وبالتنسيق مع امارة منطقة الرياض، صلاحية اصدار تأشيرة دخول لرجال الصحافة والاعلام من مطار الرياض في الحالات المستعجلة، كما كان عندي صلاحية استضافة هؤلاء على حساب وزارة الاعلام. كما لا يفوتني هنا أن أذكر أن معالي الأستاذ علي الشاعر أسر إلي في إحدى المرات عن رغبته في تفويض مسؤولياته وصلاحياته إلى وكلاء الوزارة.
وفي النهاية أود أن أؤكد أنه كان لي مع معاليه فترات انسجام وتفاهم كاملة، كما كان هناك أيضاً فترات لم تكن على نفس الوتيرة. وكنت على الدوام أعرض رأيي على معاليه فيما يتعلق بعملي ومسؤولياتي بكل صراحة. وبصفتي مرؤوسا لمعاليه فقد كان في النهاية هو صاحب القرار الذي ألتزم به وأعمل في ضوء توجيهاته. وقد أبلغت معالي الوزير الشاعر عند ما استدعاني إلى مكتبه لابلاغي بقرار نقلي إلى وزارة الخارجية، بحضور وكيل الوزارة، بكل تلك النقاط السلبية منها قبل الايجابية. إلا أن معاليه كان انساناً خلوقا عف اللسان حسن التعامل، أحمل له كل تقدير واحترام، وبالطبع قد يكون لغيري رأي مختلف، إلا أنه رأي يُسأل عنه ذلك الغير الذي من حقه أن يقوله وأن يبينه إن أراد.
وتقبلو أخي الكريم أطيب تحياتي وتقديري،،،
عبدالعزيز حسين الصويغ |