Wednesday 4th February,200411451العددالاربعاء 13 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

عن المفكر الراحل معروف الدواليبي عن المفكر الراحل معروف الدواليبي
فاروق صالح باسلامة

لا أتحدث عنه بصفته السياسية فحسب، ولكن الحديث عن د. معروف الدواليبي يحلو بالفكرة والسياسة والشريعة ومقاصدها والفقه وأصوله، مجتمعةً!! والأدب والثقافة كتلك الفنون والاصناف المعرفية.
فهو من أعلام العرب والإسلام في القرن العشرين كسائس للسياسة والدبلوماسية معاً، وباعتباره المفكر بالفكر والمثقف بالمعرفة والفيلسوف بتلك العلوم والآداب والفنون.
هذه الملكات تدل دلالة أكيدة على مواهبه المتعددة وأفكاره النيرة؛ وآدابه الثقافية الجمة أضف إلى ذلك كله مكارم الخلق والسلوك. إن الرجل قد رحل، ولكن ترك من الآثار والأفكار والقيم الكبار ما ينوء مفاتحه بأولي القوة، كنوزاً علمية وأعمالاً سياسية وتفعيلاً دبلوماسياً وثقافة راسخة بالعلم المنفعي في الأول من شروعه له إلى أن ترك دنيانا رحمه الله، وقد ترك أحسن التركات والتراث العظيم.
هذه معالم لشخصيته ومفاهيم عن فكره حيث شارك كثيرا في المحافل الدولية سياسة وعلماً وحواراً مع الآخر في الغرب الدولي بالمنطق (منطق الرجال الفالحين، ولسان صدق الفاعلين، ورأي المفكرين الواعين. لأن سمات معروف الدواليبي ذات فروع من شجرة الأصالة العربية وخلق الدين الكريم والقيم الحميدة ذات البؤرة المتأصلة في السلالة البشرية من الشام العربي الشمالي إلى شبه الجزيرة (جزيرة العرب العرباء) وقد ساق الاستاذ محمد كرد علي في كتابه (خطط الشام) الأصول العربية لأهل الشام، كما صنف الأستاذ محمد أحمد باشميل الحضرمي أصالة والسعودي معيشاً وعملاً: كتابه الموسوم ب (تاريخ العرب في الشام قبل الإسلام). فصل فيه موضوعات التاريخ الأصيل لأهل الشام؛ بما يشفي الغليل في هذا السبيل. كما لمح الأستاذ عبدالله بن خميس في كتابه (شهر في دمشق) إلى شيء من ذلك وأجاد.
والدكتور درس أول دراساته الجامعية بكلية الشريعة بدمشق ثم بجامعة باريس فنال الدكتوراه في الحقوق منها وقد عمل في كلية الحقوق ببلده وفي كلية الشريعة فيه. وكان نائباً في مجلس النواب عن مسقط رأسه حلب سنة 1947م حتى رأس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية ما بين سنتي 1961 1962م. وهو بعد خروجه من سوريا ضيف المملكة العربية السعودية ومستشار في الديوان الملكي منذ عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود في سنة 1965 1384ه.
ويطول الحديث عن الراحل الجليل في اعماله وإنجازه السياسي وأهم عمله بعد ذلك في الديوان ورئاسته مؤتمر العالم الإسلامي منذ سنة 1975م. وكان عضوا في العديد من الندوات والمؤتمرات.
أما أعماله العلمية والأدبية والثقافية، فعدة وعديدة أهمها: (المدخل إلى علم اصول الفقه)، و(دراسات تاريخية عن مهد العرب وحضارتهم) و(نظريات النقد الأدبي عند العرب) رحمه الله.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved