من أجل سلامة ضيوف الرحمن

لم يمض يوم على صدور الأمر الملكي الكريم بتكوين هيئة لتطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة حتى أعلنت هيئة كبار العلماء أنها ستدرس تجنب التدافع في رمي الجمرات.. والأمران يصبان في مصلحة تهيئة أفضل السبل لخدمة ضيوف الرحمن وإيجاد كل ما من شأنه تأمين سلامتهم.
ويحظى الحج بصفة عامة بأولوية قصوى في اهتمامات الدولة، وهذا الأمر يتجلى ويظهر بوضوح في التوسعتين اللتين أمر بهما خادم الحرمين الشريفين وتم تنفيذهما بالحرمين وتكلفتا أكثر من 70 مليار ريال، فضلاً عن الإنشاءات والإضافات المستمرة في المدينتين المقدستين والمشاعر المقدسة فيما يتعلق بانتقال الحجاج من مشعر لآخر بكل ما يشمل ذلك من تهيئة ممرات وطرق وتوفير مختلف الخدمات، كما تترجم هذه الاهتمامات في الاتصالات مع الدول الإسلامية لتوعية ضيوف الرحمن بما في ذلك الاتفاق الذي تم بين الدول الإسلامية لتحديد نسب الحجاج من كل دولة تفادياً للزحام وما يسفر عنه من حوادث.
يجيء الأمر الملكي الكريم بتطوير المدينتين المقدستين في إطار هذا الاهتمام ومن أجل الوصول بالخدمات المقدمة للحجاج وبالتسهيلات إلى مراحل متقدمة من الإنجاز وخصوصاً أن الأمر الملكي يشير إلى خطة تطوير مستقبلية تغطي فترة العشرين عاماً المقبلة.
إن تكرار الحوادث الناجمة عن التدافع عند رمي الجمرات أمر يحظى باهتمام مستمر، ومن المؤكد أن الخطط الجديدة ستولي هذا الموضوع العناية اللازمة باعتبار أنه يشكل أبرز الحوادث المؤسفة التي تتكرر في الحج والتي تحتاج إلى حلول نهائية.
وتهتم هيئة كبار العلماء بهذه المسألة وخصوصا أن المسلمين يتطلعون إلى سماع فتوى تحدد بوضوح كل ما يتعلق برمي الجمرات وتوقيت ذلك، وقد وعدت هيئة كبار العلماء أنها ستبحث في اجتماعها المقبل عن أي سبب يكون -بتوفيق الله- واقياً من حصول مثل هذه الحوادث.
إن تضافر كل هذه الجهود بما في ذلك تكوين هيئة تطوير المدينتين المقدستين والاجتماع المرتقب لهيئة كبار العلماء فضلاً عن الجهود المستمرة في الحرمين والمشاعر، يسهم حقيقة في الارتقاء بالخدمات المقدمة ويرتقي بإجراءات السلامة، والتوقعات دائماً باتجاه الأفضل وخصوصا أن الدولة لا تتردد في الاستعانة بأحدث التقنيات من أجل خدمة ضيوف الرحمن.