Wednesday 4th February,200411451العددالاربعاء 13 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

وتاليتها...؟ وتاليتها...؟
أ.د. هند بنت ماجد بن خثيلة

الهبة الإعلامية الصادقة التي امتلأت بها كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، إن دلَّت على شيء فإنما تدل على مخزون وطني هائل كامن في نفوس الجميع، وظل ينتظر لحظة الانطلاق للتعبير العفوي والبريء.
ومع أن ذلك يدخل في الخانة الإيجابية حين يكون التقييم وفق مقاييس الفهم الوطني النظري، إلا أن قضية شائكة وخطيرة، تحتاج إلى مواطنة موغلة في الوعي أكثر من حاجتها إلى وطنية غارقة في العفوية.
إن نشر صور الخارجين عن الوطن، ورصد المكافآت للمواطنين الحريصين على تجنيب الوطن المخاطر والفساد هو عمل مهني متقن في حد ذاته، ولكن تبقى عملية وأسلوب الطرح، ذلك الأسلوب الذي يجب ألا يخرج عن دائرة خدمة الهدف الذي من أجله استنفر كثير من طاقات المجتمع، بل إن الزج بعائلات المطلوبين وبخاصة الأطفال منهم، ربما يعود بنتائج أقل من المتوقع، خاصة إذا كان ظهور هؤلاء في وسائل الإعلام يحمل صبغة استرحامية عاطفية قد تقلِّل من العزم والصرامة من جدية التبليغ والبحث عنهم، ويتحول جانب من ذلك العزم إلى الشفقة والرحمة لتلك العائلات التي من المفترض أن تكون على وشك فقد مُعيلها، مع أن ذلك المعيل لم يترك لا لعائلته ولا لوطنه نافذة من الرحمة أو المحبة، حين مرق من أمته ووقف إلى جانب الأعداء الذين يتربصون بأمننا ووطننا.
إن الإسراف في الشيء يفسده، وما زاد عن الحد انقلب إلى الضد. من هنا كان لزاماً على الإعلام أن ينطلق في الطرح عن وعي ودراية علمية متقنة لخدمة الهدف عن طريق اختيار أنجح الوسائل لتحقيقه. كنا ولا نزال نتطلع إلى أسلوب علمي حديث يخدم معالجة هذا الموقف الخطير الذي يقف قبالتنا في تحد وصلف سافرين.
كنا ولا نزال ننتظر من وسائل الإعلام وبخاصة الصحافة والتلفزيون أن تنزل إلى ميدان الحدث وتطلعنا من خلال (ريبورتاج) هادف ينقل إلينا الحدث لما يخدم الهدف، ويوقظ الكثيرين من المضللين الذين قد تكون في نفوسهم مسحة من شفقة أو تعاطف مع هؤلاء الذين لم يراعوا فينا جميعاً إلاًّ ولا ذمة، والذين لم يعودوا إلى صوابهم بعد أن تبيَّن لهم ما اقترفوه بحق الوطن والمواطن.
وعلى هؤلاء الذي عادوا عما كانوا فيه مسئولية مضاعفة في كشف كل الذين غرر بهم والحاقدين، حيث في هذا المقام قد لا تنفع التوبة إلى إذا كانت توبة نصوحاً.. وتاليتها.

فاكس: 2051900


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved