* جدة - خالد الفاضلي:
يمشي على عكاز، وقدماه مصابتان بمرض غرغرينا مستفحلة جدا، بشرته حنطية، خفيف اللحية، نحيف البنية، يعتمر طاقية، ثوبه أبيض، يقضي وقته أمام المساجد ومراكز التسوق الكبيرة في حي الحمراء الملاصق لشارع التحلية الشهير بجدة, ويحب مناداته باسم الدلع (عبده) هذا جزء من حقيقته، أما الجزء الأخطر فهو إصابته بمرض الإيدز بحسب تأكيداته شخصياً و(كومة) أوراق كانت بحوزته.
يعيش (عبده) وقد أكد له أطباؤه أنه (ميت.. ميت) من غرغرينا انتشرت خلال السنوات الثلاث الماضية من إصبع قدمه إلى عظام حوضه، ثم أخبروه أنه مصاب بنقص المناعة (الإيدز)، فهرب من أحد مستشفيات الرياض واستقر في جدة بحثاً عن مساعدات مالية من اخوته، فلما خيبوا رجاءه - بحسب تعبيره - امتهن التسول واستعطاف الناس، لكنه يخفي عن الجميع حقيقة إصابته بمرض الإيدز. كما تردد (عبده) بين الظهور والاختفاء خلال السنوات الثلاث الماضية.
(يتمخطر) منذ أيام في منطقة تمتد من مركز تسوق الدانوب إلى مسجد الهدى مرورا بتجمعات الشباب بالقرب من فندق الرمال بجدة، يمد قدميه المتورمتين أما بوابة تسوق الدانوب ومدخل مسجد الهدى، دون اكتراث لاحتمالات العدوى، ثم عندما رآه محرر (الجزيرة) يوم أمس الأول الاثنين، وتحادث معه، قام المحرر بإبلاغ (999) عن ضرورة إيجاد حل ومساعدة، لكن (999) لم يرسل دورية لتحريز (عبده) إلى حين وصول إسناد طبي، وأحالت المهمة إلى (997) الذين أرسلوا سيارة إسعاف مدججة برجال أكفاء وصلوا بعد أن وارت مباني حي الحمراء (عبده) وغرغريناه وإيدزه.
يؤكد عبده أنه أمضى آخر سنة في مستشفى الدرن في الطائف، ثم خرج، وعندما سألته عن كيفية خروجه قال: (قالوا لي: أنت ميت بنسبة 80% وطلعوني). وأنه يتنقل بدون هوية أو أوراق ثبوتية، وليس له همزة وصل إلا أخ يدعى (خالد) يعمل في إحدى الشركات الكبرى في جدة (تحتفظ الجريدة باسمها).
|
