* المشاعر المقدسة - محمد العيدروس تصوير/ سليمان وهيب:
يحتضن مجمع الطوارئ في المعيصم جثث أكثر من 250 حاجاً لقوا حتفهم في حالات التدافع بحادث جسر الجمرات الذي شهدته منطقة منى صباح يوم الاحد الماضي.
ويكتظ المجمع بأعداد هائلة من ضيوف الرحمن الذين قدموا في محاولة للتعرف على جثث أقارب أو أصدقاء لهم.وخصصت إدارة المجمع صالة لهذا الغرض تحتوي على جهاز عرض فيديو تقرِّب صور الضحايا، إلى جانب نشر صورهم مع كامل مواصفاتهم ليتمكن الراغب من التعرف عليها.
وأكد العقيد علي يحيى الشعبي قائد المجمع ل(الجزيرة) أن جميع أجهزة الدولة استنفرت طاقاتها في هذا الحدث، ورفعت حالة التأهب القصوى في المجمع لاستقبال الجثث وتصنيفها واستكمال اجراءاتها. وقال إن هناك معامل جنائية ومختبرات متكاملة تتعرف على كامل مواصفات الجثة.
وحول الاستعانة بالحامض النووي في التعرف على هويات الجثث المجهولة، قال العقيد الشعبي: نحن لا نريد ان نستبق الأحداث ونلجأ لهذا الوضع، إلا بعد أن نفقد الأمل تماماً في التعرف على الجثث والضحايا في إطار الإجراءات المتبعة.
وأوضح في هذا الصدد انه قد تم إلى حد الآن التعرف على هوية 251 جثة من خلال أقاربهم وذويهم الذين تعرفوا عليهم بالصور الملونة التي تم تكبيرها وعرضها في صالة المجمع، ثم عن طريق مشاهدة الجثة داخل الثلاجة.
وقد رصدت (الجزيرة) ظهر اول أمس حالات إنسانية تدمع لها العين لأقارب وأهالي الضحايا، الذين انهاروا تماماً بعد مشاهدة أقاربهم المتوفين في الثلاجة.
ويتولى ضباط واخصائيون إلى جانب مندوبي مؤسسات الطوافة انهاء كافة الإجراءات المتعلقة بدفن الجثث ومطابقة جوازات وهويات أصحابها.
كما تمتزج داخل المجمع ظاهرة الحزن الشديد والفرح المتنامي وحمد الله في حالات عديدة.
حيث يخرج حجاج مطمئنين لعدم مشاهدتهم لصورة أو جثة من يبحثون عنه، ويفرط آخرون في البكاء لدى مشاهدتهم قريب لهم متوفى.
|