Wednesday 4th February,200411451العددالاربعاء 13 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

نهارات أخرى نهارات أخرى
تثقيف الحجاج..
فاطمة العتيبي

** ليس دفاعاً عن هذه الجهود العظيمة التي بذلتها الحكومة السعودية لتسهيل أمور الحج..
لكن من العدل والإنصاف أن نقول أن حوادث أو كوارث الجمرات المسؤول عنها في المقام الأول الحجاج أنفسهم.. خاصة الجاهلين منهم بالنظام والقدرة على الانضباط..
ولابد من تكاتف الدول الإسلامية جميعا في مسألة توعية الحجاج وتثقيفهم لرحلة العمر التي باتت ولكثرة الحجاج الهائلة رحلة تحفها المخاطر.. وليس أدل على ذلك من تعدد حوادث الوفيات في عشرة الأعوام الأخيرة.
كثيرون من حجاج الدول الإسلامية وبالذات الشرق آسيوية يسيرون متشادين مكونين حواجز بشرية تسير وسط الزحام يستخدمون مرافقهم بكل عنف في تخليص أنفسهم والبقاء متماسكين بالرغم من كل شيء وأي شيء.
لقد كانت جدولة مرور الحجاج هذا العام على جسر الجمرات ناجحة لساعات لكن الله شاء وأراد ان يموت من مات رحمه الله وأسكنه فسيح جناته..
وأعتقد أن وزراء الحج أو الشؤون الإسلامية والدينية في البلاد الإسلامية معنيون بتدارس الأمر مع الحكومة التي أجد أنه من الضروري لها أن تلزم الدولة الإسلامية بتثقيف حجاجها قبل وصولهم إلى الأراضي المقدسة.
لابد أن تبلغهم عن الرُخَص واليسر الذي تستوعبه المشاعر والسُنن وأحكام الحج..
* إذ إن العلماء المعاصرين أبانوا كثيرا من الرخص والتسهيلات على الحجاج في أوقات الرمي.. وهذه الأمور يجهلها كثير من الحجاج الذين يسيرون على الرمي في وقت واحد.
* لابد أيضا من توعيتهم وتثقيفهم على كيفية تعامل الإنسان مع الأزمات والزحام.
فحين يسقط اثنان أو ثلاثة يموت معهم مائتان لأن التعامل مع الأزمة معدوم ولان الانضباط والنظام متدن في مستواه.. ولهذا فكلما كثر الهلع كثرت الوفيات.
* ليس من حل ناجع تماماً.. حتى لو استعنا بالريموت كنترول لتسيير الحجاج إذا ما لم تساهم ثقافة الحاج نفسه وقدرته على الانضباط والنظام بإنجاح هذه الجهود..
ولابد أن تختفي الفردية في الحج فلا يخرج الأفراد لرمي الجمرات على اعتماد نظام المؤسسات والوفود والأفواج الجماعية التي تعتبر الجمرات حسب جدول محدد وتواقيت محددة يعرفها الحاج قبل أن يحضر للمشاعر المقدسة تساهم ولا شك في تهيئته لتقبل النظام والانضباط كجزء من مجموعة اعتادها واعتاد مرافقتها في كل مكان ينتقل إليه.
* الحج موسم عظيم.. ومسؤولية حماية الحجاج مسؤولية عظيمة تراها على ملامح كل السعوديين الذين أحزنهم حزناً عظيماً موت الحجاج وسط الزحام..
لكنهم يثقون بأنفسهم وبالله أولاً وأنهم سيجدون تعاوناً من كل الدول الإسلامية على الوصول إلى النقطة التي كلنا نتفق على احتياجها بشكل كامل وهي ثقافة الحاج وهو في بلده وتوعيته برحلة العمر وتفاصيلها ورخصها وتواقيت ادائه لشعائره وضرورة تقيده بتلك المواعيد وانخراطه مع المجموعات التي يشترك بها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved