Wednesday 4th February,200411451العددالاربعاء 13 ,ذو الحجة 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

اللجنة الوطنية أتاحت لهم الفرصة اللجنة الوطنية أتاحت لهم الفرصة
أكثر من 200 فرد من «متعافي» المخدرات يؤدون فريضة الحج

* منى - أحمد الأحمدي - الدمام - حسين بالحارث:
أدى 200 متعافٍ من إدمان المخدرات فريضة الحج هذا العام منهم 100 متعافٍ من المنطقة الشرقية والبقية من مناطق المملكة المختلفة. كشف ذلك العقيد عبدالله بن عبدالرحمن الجميل مدير إدارة مكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية مضيفا: إن تعميق الوازع الديني لدى المتعافين من الأسباب القوية التي تجعل المتعافي يقف على أرضية ثابتة عن شبح الانتكاسة، مبينا أن هذا ضمن أولويات اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.. وقال إن اعتماد اللجنة في كل موسم حج وكذلك في العشر الأواخر من شهر رمضان عددا من المتعافين لأداء الفريضة والعمرة يعد دليلا على اعتبار أن المدمنين المتعافين أناس ضلوا الطريق لظروف وأسباب معينة ويمكن إعادتهم إلى المجتمع أعضاء فاعلين.
وأضاف العقيد عبدالله الجميل أن جميع هذه الأنشطة تلقى اهتماما ومتابعة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات كما تحظى بمتابعة وإشراف اللواء سلطان بن عايض الحارثي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات أمين عام اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.
الشكر والتقدير للجنة
في بداية اللقاءات تحدث يوسف اليوسف عضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وشرف رحلة الحج الذي نوه بما تجده اللجنة من دعم كبير من سمو الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وكذلك دعم اللواء سلطان الحارثي مدير عام الإدارة العامة لمكافحة المخدرات والمسؤولين في الإدارة واللجنة, وقال إن اللجنة قامت هذا العام بإتاحة أداء فريضة الحج ل(210) أشخاص مدمني المخدرات الذين يتلقون العلاج بمستشفيات الأمل من الدمام والرياض والقصيم وتبوك والطائف ومكة المكرمة إضافة إلى وجود عدد من الأشخاص من دول الخليج وهي الكويت وعمان والبحرين ودول الإمارات العربية وقال إن الجميع مسرورون بأداء هذه الفريضة والسعادة تغمرهم وهم متوادون متحابون متعاونون مع بعضهم البعض وكأنهم اخوة أشقاء وكذلك مع المسؤولين في اللجنة والحملة وأشار اليوسف إلى أن اللجنة قامت بتنظيم دورات تدريبية للعاملين بها في أرقى المراكز المتخصصة بأمريكا للتدرب على كيفية التعامل مع مدمني المخدرات المتعافين والذين يتلقون العلاج في المستشفيات ومن خلال تعاملنا اليومي معهم وجدنا لديهم عزيمة صادقة وقوية مع ترك تعاطي المخدرات والعودة إلى الطريق السوي وأنهم نادمون أشد الندم على الشيء الكثير من أعمارهم التي ذهبت عليهم وهم يتعاطون هذا الداء الخطير.
جبل أصبح جبلا منيعا لمكافحة المخدرات
كما أجرت (الجزيرة) عددا من اللقاءات مع هؤلاء وكان أول المتحدثين الشاب جبل بن عبيد الشمري من مدينة رفحاء والذي قال إنه من دراسته الابتدائية وهو يتعاطى المخدرات بأنواعها وقد سببت له الكثير من المشاكل التي لا تعد ولا تحصى منها وفاة أربعة أشخاص من زملائه في حوادث مرورية بسبب السكر وحدوث مشاكل مع زوجته بسبب اكتشافها أنه مدمن مخدرات حتى أنه كان يضربها ضربا مبرحا مما جعلها تهجره وتعود إلى بيت أهلها وقال إن له الآن أحد عشر عاما وهو يتعاطى المخدرات والآن وبعد ان تلقى العلاج في مستشفى الأمل تعافى ولله الحمد من هذا الداء الخطير وأعلن توبته النصوحة إلى الأبد عن تعاطي المخدرات وقرر العودة الجادة إلى طريق الصواب ونبذ مثل هذه التصرفات المريضة التي هي وصمة عار لمتعاطيها وقال إنه الآن أصبح إنسانا جديدا وبدأ في فتح صفحة جديدة من حياته قوامها اتباع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف والابتعاد كل البعد عن ما يخالفه وتمنى من أهله وأسرته أن يسامحوه على ما سببه لهم من إزعاج وقال :أحب أن أؤكد لهم أن جبل الآن غير جبل السابق فهو كالجبل بالفعل تجاه كل ما يدمر دينه وحياته ومستقبله وهو أصبح الآن يختلف اختلافا كبيرا عنه في الماضي وأن تلك الصفحة طويت إلى غير رجعة بإذن الله وأنه يحمد الله كثيرا أنه عرف طريق الصواب وعاد إليه وتاب توبة نصوحا إلى الأبد وأنه متأسف شديد الأسف على ما قضاه من عمره في هذا السلوك المشين وهو تعاطي المخدرات.
هذا الداء المدمر للبشرية وهو طريق الهلاك والدمار ولم أعرف للحياة طعما مثل ما عرفتها اليوم بعد أن أعلنت توبتي النصوح.
توبة وندم
وقال سعد الروقي العتيبي:بدأت في تعاطي هذا الداء الخطير وعمري (18) عاما والآن أبلغ من العمر (30) عاما أي أن حوالي (13) عاما قضيتها في مصاحبة هذا الوباء الخطير والآن وبعد أن تلقيت العلاج بمستشفى الأمل أعلنت توبتي وأنا بكامل قواي العقلية والصحية وأعلن ندمي الشديد على تلك الفترة المظلمة التي عشتها في حياتي السابقة وهي حياة بهيمية لا طعم لها ولا لون بل إن حياة البهائم أفضل منها فهم خلقوا لهذه الحياة ولكن نحن لم نخلق لها بل فضلنا الله بالعقل السليم وأن نعبد الله خير عباردة وأتمنى من أهل العفو والسماح أن يقبلوا توبتي النصوح وأن سعد أصبح اليوم سعدا آخر له من اسمه نصيب بعد أن دنس هذا الاسم السعيد.
بداي الجديد
وقال بداي فهيد العازمي قضيت في تعاطي هذا الداء الخطير المهلك أكثر من (35) عاما فعمري الآن (52) عاما وقد كنت أعيش حياة سعيدة هانئة وتعلمت وتخرجت من معهد فني عسكري بالطائف ومارست عملي العسكري منذ عام 1391هـ ولكن مع الأسف انحرفت عن جادة الصواب بسبب أصدقاء السوء فأخذت أتعاطي المخدرات شيئا فشيئا حتى أصبحت من المدمنين عليها وقد سببت لي الكثير من المشاكل والمصائب ولعل من أبرزها أن أهلي خطبوا لي إحدى الفتيات وقرروا زواجي بها وفي ليلة الزواج حضرت من شمال المملكة مقر عملي العسكري لحضور حفل زفافي فقد كاوا المعازيم ينتظرونني في قصر الأفراح ولكن في الطريق وكانت الخمور بجواري في السيارة التي كان يقودها زميلي فأخذنا نتعاطى هذه الخمور حتى قررت أن أعود إلى حيث أتيت في تلك الليلة ولم أحضر حفل زفافي مما أوقع أهلي في حرج كبير مع أرحامهم ومعازيمهم مما اضطرهم إلى إلغاء الزواج.
وقد كنت مشغولا في حياة أخرى أعتقد أنها هي الحياة وهي تعاطي الخمور بجميع أنواعها وارتكاب المحرمات من زنى ولواط واختطاف وغيرها من الجرائم الكبيرة.. وفي لحظة ندم ذهبت لمستشفى الأمل وتلقيت العلاج والحمد لله وجدت تجاوبا كبيرا من العاملين في المستشفى وفي اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات برئاسة سمو الأمير سلطان بن فهد وأمينها العام اللواء سلطان الحارثي وكافة العاملين في اللجنة والحمد لله إنني الآن تبت عن تعاطي المخدرات وفتحت صفحة جديدة ناصعة البياض وطويت صفحة مظلمة وخطيرة إلى الأبد إن شاء الله وبداي اليوم غير بداي الأمس بل اشعر أنني مولود اليوم رغم أن عمري الآن تجاوز الخمسين عاماً.
ناصر يجهش بالبكاء
وقال ناصر الشمري من (حائل): لي مع المخدرات رحلة طويلة استمرت أكثر من عشرين عاما وكان سبب تعاطي المخدرات الجهل وحب تقليد الآخرين من الزملاء والأصدقاء الذين كانوا في البداية يعطوننا هذه الحبوب مجانا ليشجعونا على الدخول معهم في هذا النفق المظلم وعندما تأكدوا من إدماننا عليها أصبحوا يبيعونها علينا لأنهم يعرفون أننا سوف نشتريها بأي ثمن وقد سببت لي هذه المخدرات مشاكل كثيرة لا تعد ولا تحصى فمنها مشاكل عائلية فزوجتي ذهبت إلى بيت أهلها بسبب ما تجده لدي من مشاكل فقد كنت أضربها يوميا وفي يوم العيد كنت لابد أن أضربها هي والأبناء وأنكد عليهم ليذهبوا إلى منزل والدها حتى أعيّد أنا في البيت وعيدي هو تناول أصناف المخدرات والحمد لله إنني بعد أن تلقيت العلاج بمستشفى الأمل فقد عزمت كل العزم على ترك هذا الوباء الخطير وأن أعود إلى جادة الصواب وإلى التمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف فالحمد لله استطعت أن أختم المصحف الشريف أكثر من مرةوأن أحفظ العديد من السور القرآنية ولكن الحسرة والندم لا يزالان في قلبي على ما اقترفته بسبب هذا الداء في حقي وحق زوجتي وأبنائي ووالدي وأخوتي وكل معارفي وقبيلتي.
وقد اجهش ناصر بالبكاء على ما بدر منه ولم يستطع تكملة حديثه للجزيرة.
نادمون.. نادمون
كما التقت (الجزيرة) بعدد من هؤلاء الشباب الذين رفضوا نشر أسمائهم الصريحة ولكن لم يمانعوا من تصويرهم ونشر صورهم في الجريدة وجميعهم أعلنوا أنهم تابوا توبة نصوحا عن هذا الوباء الخطير وأنهم بدأوا في فتح صفحة جديدة من حياتهم مليئة بالتمسك بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف واتباع ما يدعو إليه واجتناب نواهيه وكل ما يأملونه من المجتمع أن يقبل توبتهم ويعاملهم كأناس أسوياء لا أناس منبوذين من المجتمع فهم أخطأوا في السابق ولكنهم تابوا الآن وعادوا إلى جادة الصواب فيأملون أن يندمجوا مع المجتمع وأن يندمج المجتمع معهم.
أعيدوهم للمجتمع
كما التقت (الجزيرة) بالأستاذ ماجد الفيصل المرشد العلاجي بمستشفى الأمل وعضو اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات وقال: من خلال معايشتي لهؤلاء وجدت أنهم نادمون أشد الندم على رحلتهم الطويلة ومشوارهم المظلم مع هذا الداء الخطير وأنهم الآن فتحوا صفحة جديدة من حياتهم وهي العودة إلى الطريق السوي ونبذ الماضي والسير على جادة الصواب.
وقال :إن كل ما يرجوه هؤلاء من المجتمع أن يعتبرهم أناساً أسوياء ويندمج معهم ويساعدهم على فتح حياة جديدة سعيدة وقال الفيصل :إن الدعم الذاتي لهذه الفئة يعتبر همزة وصل بينهم وبين المجتمع واللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات تسعى جاهدة للوقوف مع هؤلاء وتحسين صورتهم لدى المجتمع وعدم نبذهم والاندماج معهم وتسعى اللجنة لمحو السوابق على هؤلاء ومساعدتهم في إيجاد أعمال مناسبة وكذلك مساعدتهم على الزواج من سعوديات إو غير سعوديات وهذا نداء للمجتمع بمساعدة هؤلاء العائدين إلى جادة الصواب ومساعدتهم على الاندماج معهم واعتبارهم أناساً أسوياء ليعيشوا حياة جديدة وهانئة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved